للدجاج مكانة خاصة على "الموائد" العربية، تحديداً حين يتفنن الطهاة في طهيه وبطرق مختلفة ومبتكرة! وتعم شبكة الإنترنت وصفات لأشهى الأطباق التي تدخل الدجاجة كعنصر رئيسي في تركيبها! ناهيك عن أن الدول العربية تحتضن مشاريع كثيرة لتربية الدواجن بطرق مختلفة وفي أماكن كثيرة، وليس هذا فحسب فأحيانا تحاط الدجاجة بكثير من الرعاية في حدائق المنازل، إذ تحصل عل طعامها وشرابها بأفضل ما يكون، وتكون للأطفال قصص متنوعة مع الدجاج، فأحدهم ينافس الآخر في موعد مبيض دجاجته، ويقول أحدهم للآخر: لا عليك، ستبيض دجاجتي ولو بعد حين.

بيوت لا تخلو من الدجاج، وأخرى لا تنام من إزعاجه، وبينها شوارع وطرقات لا تخلو من بائع متجول للدجاج، ولم يخطر على بال أحدهم اختراع من وحي هذا الدجاج، اللهم إلا بعض الألعاب المخصصة للأطفال، تكون مرة على شكل دجاجة وأخرى على شكل قطيع من الدجاج يمثل حظيرة يتدرب الأطفال على تربيتها مستقبلا!

خلق الله الدجاجة بطبيعة مختلفة عن بقية الطيور، حيث يكون الرأس ثابتاً مهما كانت حركة الجسم وبأي اتجاه كان، ويثبت مع اختلاف الظروف! معلومة يغفل عنها مربو الدواجن على مختلف مناطقهم العربية، ولم ينتبهوا إليها على الرغم من وجود الدجاج في كل حي، هذا إن لم يكن في كل شارع وبيت!

رأس الدجاجة الذي يكون اهتزازه معدوماً، ساهم في ابتكارات في التقدم التكنولوجي والتقني المتطور! فبعد أن لاحظ بعض المهندسين والمختصين في شركتي "إل جي" و"مرسيدس" طبيعة رأس الدجاجة وخصوصيته في الحركة، حيث حين تتحرك يتحرك كل جزء منها عدا الرأس يبقى ثابتاً، وهو ما ألهمهم على الابتكار، وساهموا في حل مشاكل تتعلق بخدمة العالم أجمع وتزيد من راحته وترفيهه!

كاميرا رأس الدجاجة من "إل جي"

أخيراً، افتخرت شركة شركة "إل جي" بتصنيع كاميرا ذات تقنية خاصة مستوحاة من وضعية رأس الدجاجة. كانت فكرة الكاميرا، وكما روجت الشركة في إعلانها لهذا الإصدار من منتوجاتها، أنها استعانت بـ"دجاجة" في تطوير العمل والترويج له، ويقول مطورو المشروع إنهم احتاروا في إيجاد طريقة لتقليل اهتزاز حركة التصوير التي تسبب حدوثَها أمورٌ متعددة، وبعد جهد وتفكير أرشدتهم الدجاجة، ومن ثبات رأسها واستقراره رغم اهتزاز جسمها وحركته، إلى ابتكار كاميرا تكون بثبات "عين الدجاجة" الثابت رأسها! وهذا ما يفهم من إعلان الشركة.

أما دجاجة مرسيدس، فهي عبارة عن ابتكار لشركة مرسيدس العملاقة، حيث إنها ابتكرت نظاماً جديداً للسيارات التي تنتجها أطلقت عليه اسم "نظام رأس الدجاجة"، ويهدف هذا النظام إلى فصل أي تأثير لحركة السيارة على راكبيها كالمطبات والمرتفعات المفاجئة والمنخفضات، في وقت تقل المطبات "المفاجئة" في تلك الدول وتكثر في دولنا، يقول خبراء مجال السيارات في الشركة إنه ومن رأس الدجاجة، الذي يكون ثابتاً بدون اهتزاز مهما كانت ظروف الجسم المحيطة به، ابتكر المطورون نظاماً جديداً يكون عمله أشبه "بنظام رأس الدجاجة" حيث إن أية حركة تتلقاها إطارات السيارة لا تؤثر على الركاب نهائياً، إذ سيكون الاهتزاز في جسم السيارة معدوماً، والحركة والاهتزاز فقط في عجلات تلك السيارة!

إذن، هو تطور متسارع في دنيا اليوم، إذ يتطور كل شيء، ويساهم في أسباب وأشياء كثيرة! في وقت يكون نصيب العرب منه وفيه في أقل مستوياته، وينشغل الكثير منهم بكل مستويات أجيالهم واهتماماتها بأمور الصراع والنزاع في أغلب بلدان العالم العربي، ناهيك عمن يقضي وقته في أشياء لا تسمن ولا تغني من جوع، لنا في رأس الدجاج عبرة.