سطور ما قبل العاصفة..؟! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

سطور ما قبل العاصفة..؟!

إنها وصية أو ما شابه..

  نشر في 04 يونيو 2016 .

داهمني الوقت من حيث لم تكن عادتي التأمل في فلك القبة السماوية، بين لحظتي شروق وغروب تتناوبان على استنزاف أعمارنا يوماً بعد يوم، دون أن ترخي حبل الزمن المشدود على أعناقنا، أو تقلل من فاعلية ما نعتقد أنها فكرة الموت في نهاية المطاف.

عما أتحدث هنا بالضبط؟!

كتبت ذات يوم، عن تلك اللحظة من طفولتي، التي مازلت أتذكرها جيداً، عندما انفتحت لي طاقة ضوء ثمانية الأضلاع، اكتشفت من خلالها معنى أن يكون المرء حراً بمجرد أن يمارس فعل الكتابة..!!

إنها تلك اللحظة نفسها التي عرفت فيها أن الشك هو ابن العقلانية والحرية الجسورة، وإلا فمن أين لنا أن نستمد القدرة على مساءلة كل ما يُقذف به الى عقولنا دون أن نخشى من النتائج التي يمكن أن ننتهي إليها؟!

نعم، الحرية الحقيقية هي تلك التي تمنحك الجرأة والشجاعة دائماً على مواجهة نفسك، ووضع كل قناعاتك ومعتقداتك على الدوام في دائرة الاختبار بمعيار الشك ومساءلتها بأقسى طرائق التحقيق.

من يتحدث اليوم عن قيمة الحرية؟!

نحن في زمن صار فيه المثقف تابعاً، والحقوقي وصولياً والكاتب منافقاً والإعلامي نحات أصنام.. والمثير للضحك والسخرية، أن هؤلاء هم من يرفعون اليوم شعارات تحرير الشعوب والأوطان.. وللأسف، فإن هذه حقيقة لا تحتاج الى إثبات أو برهنة.

وبعد أن أدركت صعوبة تحريك العقول الجامدة، مارست ولسنوات طويلة طرق الشيطان نفسها.. صحيح أنني اتفقت معه في الطريقة .. لكني اختلفت عنه في الهدف، وبالفعل فإنه لا يحرك العقول الجامدة سوى الوسواس..!!

ربما صار لزاماً على المرء أن يقوم بوظيفة الوسواس ليتمكن من إثارة شكوك الناس ومخاوفهم بشأن مصالحهم التي يجنونها بطرق غير سوية على حساب شعب بأسره، بما يكفي لجعلهم يدركون أن مصالحهم يمكن أن تتحقق بطرق سوية لا تتعارض مع مصلحة الشعب أيضاً.. غير أن المزعج في الأمر يكمن في أن الحقيقة صارت وسواساَ.

وهكذا، فإن المتطرف شخص لا يصدقك إلا بقدر ما يرى أنك تعرض عليه فكراً مربحاً.. وليس مجرد حقيقة قد يكلفه اعتناقها خسارة امتيازات عديدة يجنيها من موقعه في القطيع الذي ينتمي إليه..

نعم، يخرج التطرف دائماً من جلباب الليبرالية، فحيثما يوجد رأس المال يتم توظيف الناس باعتبارهم مأجورين..

ومن أجل ذلك كله، فإنني اليوم متعب من ممارسة الوضوح بأدنى حد للغموض، وأنهكني الشعور بغربتي ووحدتي.. كما أني مللت حقاً من النفاذ الى عقول البعض وتحريكهم كأنهم عرائس أو دمى بخيوطي الخفية..؟!- فمثلما أني لا أريد نعاجاً خرقاء وغبية، فإني أيضاً لا أريد كلاباً مطيعة ووفية.. أريد أحراراً يفكرون بأخلاق وضمير..!!

وفي ذلك اليوم اتخذت قراري، فتخليت عن مكتسبات سنوات من الكد والتعب، وقطعت الخيوط وحررت الدمى من سيطرتي ونفوذي.. وقررت أن أبدأ من الصفر مجدداً.. فقد تيقنت حينها من أني لن أصنع أحراراً أبداً، ولكن يظل هناك احتمال واحد على الأقل في أن أصادف البعض منهم على نفس الطريق..(!)

غير أني وحتى هذه اللحظة، لازلت اتنفس قهقهات الساخرين في الطريق الى القمة..!!

ختاماً، فإني أتساءل سراً في نفسي بناءً على ما أعرفه: الى أي مدى صرت قريباً يا فكري؟!- ويأتيني الجواب ساخناً من أعماقي: إني قريب جداً بما يكفي لأجعل من عنصر المفاجأة جزءً من انتصاري على كل شيء خذلني.. وأعطاني الحافز لأستمر..

موجز الأمر:

إنني مقدم على أمرٍ ما، ولتكن هذه بمثابة الوصية الأولى للهدوء قبل العاصفة..؟!

..






  • 1

   نشر في 04 يونيو 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا