قراءة نقدية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

قراءة نقدية

صدام غازي محسن

  نشر في 08 غشت 2017 .

الحسية و البنيوية للأحداث

في نصوص ومضية للشاعرة وردة الاحمد

قراءة - صدام غازي محسن

-

الإحساس في تعريفاته كما عرف

هو إدراك الشيء بإحدى الحواس , فإن كان الإحساس للحس الظاهر فهو المشاهدات , وإن كان للحس الباطن فهو الوجدانيات.

معنى حسي في معاجم اللغة

حِسِّيّ [مفرد]: ج حِسِّيّات:

1- اسم منسوب إلى حِسّ.

2- محسوس، ما يُدرك بالحواسّ ويقابله المعنويّ "دليل/ شيءٌ حِسِّيّ"| بُرهان حِسِّيّ: ساطع .

وقد أتت ومضات الشاعر وردة الأحمد ضمن هذا السياق , فهي تداخلت في الرؤى بين المحسوس , والملموس الداخلي .

فالمحسوس هو الشعور الذي يشعر فيه الأنسان , كالشك مثلا ويأتي هنا ضمن سياق الحس , فما الذي يدعي الى الشك هو الملموس كتغير نبرة الصوت عند الكلام , أو التغير الفسيولوجي في الجسد ويدخل ضمن أطر الأمتناع وغيرها من الأمور السايكولوجية والفسيولوجية .

-

الدخول الى النصيين

في النصيين الأوليين هنالك اترباطا حسيا في الأحداث , وتبعا لتأريخ الومضتين يدخل الزمن ضمن اطار ما كتب . ففي الومضة الأولى تقول الشاعرة

شفاه حروفك

ملطخة بأحمر شفاهها

فلا تقسم أن كل ما تكتبه لي

ومن عنق قصيدك يفوح عطرها

أتت اللغة هنا حسية مرتبطة بدلائل الخيانة للشخص المعني , فالحروف هي الشفاه التي لطخت بأحمر شفاه غير التي اعتادها , لتكمل الشاعر في الاسترسال

فلا تقسم أن كل ما تكتبه لي

ومن عنق قصيدك يفوح عطرها

وهنا اتى ربط الدليل الثاني وهو القسم الكاذب الذي شعرت به لترسم صورة فسيفسائية تكمل فيه تسلسل المشهد , لتكون الصورة مكتملة ( ومن عنق قصيدك يفوح عطرها ) أجادت الشاعرة رسم الصور وحبكة الدلائل بلغة شعرية متمكنة فالشفاه ملطخة بأحمر الشفاه , والعطر النسائي المختلف الذي يفوح من عنق القصيدة وغلب على الومضة الأولى طابع الانطـــباعية .

والانطباعية - مدرسة أدبية فنية، ظهرت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في فرنسا، ترى في الإحساس والانطباع الشخصي الأساس في التعبير الفني والأدبي، لا المفهوم العقلاني للأمور. .

لم تقدم الشاعرة وصف الأحداث كما هي , بل رسمت المناظر كما رأتها وشعرتها بلغة شعرية متميزة ومختلفة . لتكمل في ربط ما بعد هذه الأحداث في تحول دراماتيكي لتقول

-

تباااا لقلبي

أنا أغلق الأبواب

وهو يشرع له النوافذ

وهنا ما بعد الحدث الأول الخيانة , حيث أغلقت كل الأبواب وهو حدث عقلي أو حلولا عقلية لما بعد الصدمة الأولى فيكون الصراع واضحا بين العقل , والقلب أي بين الواقعية المادية , وبين العواطف لتنتصر العاطفة اي القلب ويشرع له النوافذ . تداخل رؤيوي متقن بجمالية لفظية أختارتها الشاعرة باتقان لتمزج بين الأحداث الأولى , وبين الأحداث الثانية .

----

البنبيوية اللغوي المشتركة ما بين نصيين

النص الأول

هناك

والشوق يقضم أصابع الليل

وأنا ألملم أشلاء حلم

خيبة نبض وشظايا موعد مؤجل

-

النص الثاني

دونك..

تتهشم في الليل

مرايا الشوق

ويتبعثر وجهي

بين شظايا العتم

---------

أتى التربط اللغوي البنيوي في ومضتين مختلفتين لتكون للكلمات مشتركات كمثل ( هناك - دونك ) هناك تأت للبعيد , ودونك أي لست بموجود نسق كلمات متصل حسيا ومكانيا يشترك ما بينهما الغائب . تكمل الشاعرة في الاشتراك اللغوي

الترابط هنا ( يقضم - يهشم ) ليرتبط ما بينهما الليل و( الملم و التبعثر ) هن أضداد في المعنى تشترك ما بينهما الشظايا وهو كناية عن التهشم . ربطت المفردات زمانيا ومكانيا بحسية أنفعالية داخلية قامت بربط المفردات مع بعضها البعض .

أن الجسية والبنيوية اللغوية للشاعرة أتت في أربع نصوص ومضية , كانت مترابطة أو مكملة لبعضها البعض فلا تكتمل ومضة الا بالثانية , ولا يأتي الترابط اللغوي بين المفردات الا مع الومضة الثانية .

غلب على النصوص الجو الانفعالي والحسية الداخلية التي غاصت بالأنا , لتستجلب متغيرات جمالية في الوصف أتقنتها الشاعرة في التقاط الحصى الملونة , لتشكل أكثر من لوحة فسيفسائية .



   نشر في 08 غشت 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا