الشخصية السادية و حقيقتها - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الشخصية السادية و حقيقتها

سميرة بيطام

  نشر في 27 نونبر 2019 .

أغرب ما في عمق الشخصية البشرية أنها تتمتع بتعقيدات و مغالطات و تمويهات لا يكتشفها الا من عايشها عن قرب و جرب معها معنى ترك الألم و الفرح عمدا و مختلف أصناف البصمات الايحائية في عقل المتلقي للتواصل البشري أينما كان و ممن نبع ، لكن ايلام الغير ينبع من شخصية سادية حتى يتلذذ بتألم الغير ، عين العقل و الصواب تقول أن التلذذ في حد ذاته نابع عن حرمان من جانب ما ، سنعرج على تعريف الشخصية السادية و ما هي أضرارها على الغير و كيف يتصور العلاج ؟.

السادية هي اللذة بإيقاع الألم على الاخرين سواءا كان لفظيا أو جسديا ، فالشخص السادي هو شخص متسلط و عديم الرحمة و لا يتسامح ، يسعى في الخفاء الى اذلال الآخرين و محو آدميتهم و جرح كرامتهم لأنه يريد أن يتلذذ بذلك الفعل اللامتوازن و لا يشعر بالذنب و هو دائما متعصب لرأيه و لا يثق فيمن حوله، و الأرجح أن الشخص السادي يعاني من الوسواس القهري .

ما يهمنا في هذا المقال ليس كيف ينتصر السادي بإيلامه للغير، لأن الانتصار المخالف لقواعد التوازن يعتبر فشلا في حقيقته ، و لكن ما يهمنا هو التأكيد على أن الشخصية السادية شخصية ضعيفة في حقيقتها و لا تملك مقومات تؤهله لأن يحتل قلوب الغير بالمحبة و الاحترام ، فالشخصية السادية غالبا ما تلقى أشخاصا يعرفون خباياها فيواجهونها ، وبالتالي لا شيء يخفى الآن على عالم القرن الجديد ، و علم النفس تطور و القوانين أصبحت تكيف الاجرام و الأذى بحجم تطور التقنية و الأدلة المادية و الإدراك لدى البشر اليوم يأخذ المفهوم في علم النفس الذي يرى في الشخصية السادية أنها أنانية زيادة على اللزوم .

و لكن هناك رأي آخر في علم النفس من يرى أنه بداخل كل منا شخصية سادية و هي قد تكون ظاهرة لموقف أو لحدث كأن يستمتع مشاهد لفيلم و يتابع الخصم و هو ينهزم فتكون هنا السادية معتدلة و متوازنة في ردة الفعل لأن طبيعة الفيلم تجعل من متابعيه أن ينظروا للبطل أنه منتصر دائما ولو كان فيه إخفاقات و عثرات و لكن البطولة دائما تكون لمن يستحقها فعلا دون تزوير أو تحايل .

أما فيما يخص أنواع الشخصية السادية فهي مقسمة الى أنواع على سبيل الذكر و ليس الحصر:

شخصية مسيطرة : هذا النوع لا يعمم على كل الأشخاص مثل مدراء السجون و الإدارات و من يشغلون مناصب سامية كالوزراء لأنهم يميلون لاستعمال القوة و تخطي الحدود لإظهار قوتهم من خلال استعمال وسيلة الاستبداد و في شكله آيل لأن يجلب الكثير من التعقيدات للأمور أو في ردات فعل الأشخاص .

شخصية مجرمة : و هي أخطر أنواع السادية لأنها تصل الى حد ارتكاب جريمة كاستعمال أسلوب التعذيب للمسجونين ، و هذا السلوك لا يتأتى نتيجة الإحباط و انما نتيجة فقد الثقة و الخوف من افتضاح أمره في قضية ما .

شخصية ضعيفة : هي الشخصية التي لا تبدي دفاعا أو قوة متزنة ، هي شخصية تراقب من بعيد أي خطر لكنها لا تواجه ، و عدم المواجهة هو من يفضح هذا الضعف ، و يبحث عن كبش فداء تنوب مكانه ليغطي ضعفه .

أيا كان صنف أو نوع الشخصية السادية ، يفهم العاقل أنها شخصية ليست متزنة و بالتالي رد الفعل معها يجب أن يحاط بالحذر من عدم تجريحها لأنها فاقدة للوعي الباطن في أن تصحح سلوكها و تعاملها مع غيرها ، و يجب أن تعي الشخصية السادية أنه ليس تدمير الغير من يبني أمما أو نجاحات و ليس تجريح الغير باللسان من يقوي ممالك و نفوذ ، بالعكس الأخلاق هي العلاج الوحيد للناس الذين يعانون من السادية ، تجدهم في حد ذاتهم يبحثون لهم عن علاج و ملاذ آمن عند الشخصيات السوية ، و أحيانا يتجرؤون عليها و يؤذونها لأنه من خلال الشخصية السوية يكتشف الشخص السادي أنه مريض ، و بالتالي التعامل بحزم هو من سيجعل الشخصية السادية تراجع حساباتها و تحذر من ايلام الغير بدون وجه حق و الحزم يتقيد بالأخلاق حتى لا يحيد عن رسالته .

جلي وواضح أن مجتمعاتنا تعاني من النكد و الحاق الأذى بالغير ربما نابع هذا التصرف من الحرمان و من ظروف الحياة و من ذكريات الماضي التي تؤجج في الانسان دوافع الحفاظ على ضعفه في صورة قوة شكلية فقط.

نتمنى لكل شخص سادي أن يعي حجم الضرر الذي يلحقه بالغير و أن ذلك فيه ارتكاب للذنوب خاصة ان ما رفضت هذه الشخصية العلاج لتبقى مصرة على الاستمرار على هذا النهج ، و أكيد لم يعد كما قلت سابقا في عالم معولم و متقدم جدا أن لا يكتشف أمر الشخصية السادية أو النرجسية أو غيرها من الشخصيات التي باتت تظلم و لا تعي أنها تظلم و الظلم بدأته بنفسها حينما رفضت العلاج و الانصياع للأصوات الهادئة في أن تصحح مسارها ، فمن أحب أن يظل سيجن احتيال نفسه على نفسه فلن يلومن الا نفسه لأنه في نهاية المطاف سيجد نفسه وحيدا ، و الوحدة القاتلة هي رسالة لكل من أخطأ في الحفاظ على نفسه بعيدا عن إيذاء الغير و التلذذ بألمهم .


  • 5

   نشر في 27 نونبر 2019 .

التعليقات

samah منذ 4 سنة
ذلك صحيح ، الشخص السادى هو شخص متسلط وعديم الرحمة ولايتسامح ويسعى فى الخفاء إلى إذلال الآخرين ومحو آدميتهم وجرح كرامتهم ، وللأسف تلك الشخصية نراها بكثرة فى عالمنا الحالى ، مقال جاء فى وقته المناسب
1
.سميرة بيطام
شكرا سماح على مرورك العطر .
Dallash منذ 4 سنة
جميل
3

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا