الإعلام تلك الآلة السحرية التي يمكنها توجيه الرأي العام إلى شيء وإبعاده عن شيء آخر فهي من الأدوات المهمة في التلاعب بالأفكار والتأثير على الأفراد والمجتمعات ، وكما يطلق عليها السلطة الرابعة التي تكمن أهميتها في التغيير المعرفي للفرد من خلال توفير معلومات أو حجبها تؤثر على رؤيته لقضية ما أو لشخص ما ، إما سلباً أو إيجاباً .

مع التوسل الهائل لوسائل الإعلام تضاءل دور البيت والمدرسة وباتت هذه الوسيلة هي صاحبة الدور المسيطر في عملية التنشئة الاجتماعية والثقافية من خلال تحريك فكر الفرد وإحساسه وإهتمامه بما يجري من حوله عن طريق الإستحواذ على الجزء المفكر منه وهو العقل .

ومع كثرة عدد البشرية واتساع المناطق الجغرافية أصبح التواصل معهم والتحكم فيهم بشكل مباشر من الصعوبات ، ولأجل الوصول اليهم إزدادت أهمية الإعلام وأدواته ، ولكن للأسف تقع سيطرة هذه السلطة بيد أفراد أو جماعات معينة ومحدودة لها نفوذ قوي تحاول الهيمنة على العقول وتسيير الجماهير وفق مخططاتهم وأرائهم من خلال بعض النظريات والإستراتيجيات وهي كالتالي:

- إبقاء الجمهور مشغولاً وتحويل إنتباه عن القضايا المهمة والتغييرات السياسية والإقتصادية.

- مخاطبة الجمهور على أنهم قصّر لا يفقهون شيئاً عن مصلحتهم.

- مخاطبة الجمهور من خلال العاطفة وبالتالي تعطيل منطقة النقد والتفكير.

- تكرار حدث معين أو فكرة معينة حتى تثبت في عقل الجمهور.

- إغفال بعض الأحداث التي لا تتناسب مع الجهة المسيطرة على الأداة الإعلامية.

- تكوين وتضخيم أمجاداً لا توجد على أرض الواقع وتزينها للجمهور خدمة لمصالحهم.

- وللعلم أنه لا توجد وسيلة إعلامية محايدة في نقل الأحداث والأخبار فلكل جهة أجنداتها ومعتقداتها فتسير الجمهور بما يخدم مصالحها السياسية أو الإقتصادية أو الإجتماعية ، فلا نبالغ إن قلنا أننا في عصر الإعلام ؛ لذا علينا أن نكون أكثر دراية بهذه الأداة و وسائل تأثيرها علينا الذي يتضح لنا أن مهمتها الأولى والأخيرة هي حشوالعقول .