سأتمرد علي واقعي ،سأوثق احداث يومي التي ليس لها اهمية وسأسعي جاهدا لأجعل لها أهمية ،سأقاتل لأصل لحلمي المنشود الذي لم أضع له ملامحاً حتي الآن ،سأعيش اسطورتي الشخصية كالراعي الصغير ولكن هذه المرة بتوكل علي الله ،لن أدع شيئاً للصدفة ومع ذلك فإن الصدفة الغير متوقعه هي التي تصنع الحدث الرئيسي ،لكن ما الصدف إلا صورة من صور القدر فالإنحراف السريع لسير القدر هو ما يولد الصدفة الغير متوقعة .
سأعيش قدري واحاول ان اصنع واحداً جديداً ،فإختياري سيكون قدري منذ البداية وحتي لحظة اختياري ،سأكتب التاريخ بيدي محاولاً ان اسجله بابهي صوره ،سأكتب تاريخ الروح ،تاريخ المعاناة ،تاريخ النجاح ،تاريخ الفشل ،تاريخ الكون ،وتاريخي الخاص الذي يتمثل في اسطورتي الشخصية ،سأغير العالم إذا إستطعت التأثير في نفس واحدة ،فهذا العالم الكبير هو ما يكون النفس وجميع تلك النفوس هي التي تكون العالم من حولنا.
مع كل ذلك أستطيع أن اتنبأ بالمخاطر التي ستواجهني و الصعوبات التي سأعانيها ولكن كل ذلك سيكون بمثابة جزء شيق من اسطورتي الشخصية ،ولكن أصعب شيء قد اواجه هو ذلك الوحش الأسود العملاق ذو الرأسان الكبيرتان و الوجهان القبيحان الذي يهددني كل مرة احرك فيها اصابعي او حتي عند التفكير في المستقبل الذي ينتظرني ، إنه وحش "الخوف من الفشل و الخوف من النجاح" إنه يرعبني بل يكاد الخوف يقتلني عندما أرى ذلك الوحش أمامي فأعدل سريعاً عن التفكير في ما أريد وأقول لنفسي : إذا فشلت فسأكون قد أهدرت وقتاً ومجهوداً ومالاً علي شيء إعتبره الناس شيء بلا قيمة فقد أكون لا اصلح لذلك منذ البداية وكان يتوجب علي أن اختار طريق آخر غير ذلك الطريق أما إذا نجحت فقد لا أستطيع السيطرة علي ذلك النجاح أو أن اجاريه فبالنظر إلي امكانياتي المحدودة فقد يكون النجاح هو سبب فشلي المستقبلي فلا أظن أنني اصلح لسلوك ذلك الطريق الكبير.
لكني مؤخراً أكتشفت انه يمكن التغلب علي ذلك الوحش وقد كان هذا الإكتشاف صدفة ،فعندما فشلت لأول مرة في حياتي لم أعد خائفاً من الفشل وأصبحت أطمح للوصول إلي النجاح حتي أشعل نار الغيرة والحقد في قلوب المستهزئين والشامتين الذين ينتظرونك علي أهبة الإستعداد لكي تفشل حتي يشمتوا ويستهزءوا ويشعروا بالسعادة وكأنهم هم الذين نجحوا بدلاً منك ،أصبحت أطمح لكتابة أسطورتي الشخصية التي تبدأ بعقبات ،فشل من ثم تنتهي بنجاح ،أصبحت أطمح لتسطير التاريخ حتي يتذكروني حينما يتذكرون العظماء ،أصبحت أطمح للنجاح حتي اصير علماً في المعاناة و الكفاح يحتذي به ويضرب به الأمثال ،أصبحت أطمح بأن أكون الأول والفريد ،أصبحت أطمح للوصول إلي مكان مرموق ،أصبحت أطمح أن يشار إلي كملهم العديد وسبب نجاح الكثير ،أصبحت أطمح أن ينتظر كتبي الملايين من الناس كل عام ،أصبحت أطمح أن أكون كاتباً.
-
أبو السعود"أقرأ لكى أفهم..أكتب لكى أتعلم"