فوسفيد الألومنيوم

مادة فوسفيد الألومنيوم والمركبات وثيقة الصلة بها تحتاج إلى وقفة عاجلة وحاسمة من الدولة المصرية. ليست المشكلة في كونها صارت وسيلةً للانتحار، فمن يقدم على الانتحار لن يعدم الوسيلة ولكن المشكلة الحقيقية هي أن هذه المادة القاتلة تتسلل إلى طعامنا يوميا، وربما نتناول بعضا منها مع كل وجبة.

تستخدم هذه الحبة القاتلة التي تستخدم كوسيلة أثيرة لحفظ كافة أنواع الحبوب، إضافة إلى منتجات غذائية أخرى لا نعرف عنها شيئا مثل الفول طعام الغالبية الساحقة من المصريين. قد لا يوجد طبق كشري في مصر كلها، إلا وبه قدر من هذه المادة عالقة بالحمص أو العدس فيه. كيس الأرز الذي تشتريه قد لا يخلو من آثار هذه المادة التي ربما يكون قد حفظ بها قبل التعبئة.

يستخدم فوسفيد الألومنيوم AlP كمبيد للآفات ومبيد للقوارض حيث يتم استخدامه كخليط مع الطعام للاستهلاك بواسطة القوارض. يتفاعل الحمض في الجهاز الهضمي للقوارض مع الفوسفيد لتوليد غاز الفوسفين السام.

يتم تصنيع فوسفيد الألومنيوم من بعض المواد الكيمائية AlP من خلال تفاعل العناصر مع بععضها البعض:

‏4Al + P4 → 4AlP لذلك يجب توخي الحذر لتجنب تعريض فوسفيد الألومنيوم AlP لأي من مصادر الرطوبة، لأن هذا يولد غاز الفوسفين السام.

يستخدم كمُبخر للحبوب المخزنة ويتم استخدامه لقتل الثدييات الصغيرة مثل الشامات والقوارض. وتحتوي الأقراص أو الكريات، التي تُعرف باسم “حبوب القمح”، على مواد كيميائية أخرى تطلق الأمونيا مما يساعد على تقليل احتمال الاشتعال التلقائي أو انفجار غاز الفوسفين.

يتم استخدام فوسفيد الألومنيوم AlP كمبيد حيث يمكن تبخيره عندما تكون تطبيقات مبيدات الآفات الأخرى غير عملية وعندما يتم معالجة المنشآت كما هو الحال في السفن والطائرات وصوامع الحبوب. كما يتم تطبيق التبخير مباشرة على جحور القوارض.

هذه المادة سامة للغاية، وقد استخدم فوسفيد الألومنيوم AlP للانتحار كما تسبب التبخير أيضًا في وفيات غير متعمدة. ويعرف فوسفيد الألومنيوم AlP باسم “قرص الأرز”، لاستخدامه في بعض الأماكن في الحفاظ على الأرز وهناك حوادث متكررة من الموت العرضي أو المتعمد. وهناك حملة في العالم لوقف استخدامها كمبيد للآفات لانه تسبب إعادة تدوير حاويات الفوسفيد الألومنيوم المستخدمة في وفاة ثلاثة من أفراد أسرة واحدة في الكالا دي غوادايرا، إسبانيا. فقد كانوا يحتفظون بفوسفيد الألومنيوم AlP في أكياس بلاستيكية في حمامهم الخاص، وحدثت الوفيات عن طريق الخطأ بسبب تفاعل فوسفيد الألومنيوم مع الماء أو الرطوبة مما أنتج الفوسفين فأدى ذلك إلى وفاتهم في غضون ساعات. ويعتبر تسمم فوسفيد الألومنيوم مشكلة واسعة النطاق في عدة مناطق في العالم.

يجب علي الحكومة المصرية إصدار قرار بحظر تداول هذه الأقراص وتجريم حيازتها رغم تكرار تحذيرات المتخصصين، ورغم التطور الكبير في آليات ووسائل حفظ الحبوب المخزونة في العالم.

د. محمد ابراهيم بسيوني

استاذ متفرغ وعميد طب المنيا السابق