إن كان الحب من طرف واحد كقصة لم تبدأ بعد و لكن نهايتها مفتوحة فإن الحب الحقيقي عاطفة رقيقة تولد ما بين قلبين ... و تنمو و تكبر حتي تسير علي قدمين واثقتين تحتمل بهما مشوار الحياة ويظل الحب الأعرج منفردا حائرا بينهما .
حب غير عادي يهز كل كيانك رغم أنه يئن تحت ألم عاهته ....في البداية يخفي ألمه و يستهين به ويدب علي الأرض بقدمه العرجاء ويسير رافعا رأسه ولكنه يتهاوي تحت وطأة الألم ، حب لا يجيد المشى لكنه يتحامل علي نفسه و يجرى،حينها يكتشف طرفي الحب بأن حبهما أعرج ...فيتفاني كل منها لإنجاح قصتهما أملا في أن تكتمل لكن يبدو أن النهاية محتومة رغم أن صفحات الكتاب مطوية.
في الحب يسعي كل طرف لإسعاد الآخر و لا يتوقف سعيه و محاولاته أحيانا ننجح و أخري نخفق لكننا نحاول و السعى لا يتوقف و كل منا عنده الرغبة الكامنة في النجاح و اللهفة نحو الآخر لإسعاده .
يستطيع الحب أن يمشي علي قدمين ثابتتين علي الأرض لكن لا يختل التوازن إلا حين تحس بأنك ’تفيض علي الطرف الآخر بروحك ومشاعرك و لا تشعر معه بلحظة صفاء تكتمل تبدأ الحيرة في دق بابك وحين يحاول الطرف الآخر إسعادك وبرغم هذا ليس قادرا علي مجاراة فيض مشاعرك فيشعر بعجزه وتشتد ألآمه و يحس كلا منا حينها أن الحب الذي ولد فيما بيننا أعرج يرزح في مشيته لا يقوي علي مواجهة متاعب الحياة.
في البداية نحس بآلام أرواحنا ونخفيها في طيات أنفسنا و نحتمل نصيبنا من الحياة و يبقي الأمل في أن ما نمر به قد يكون أمرا عابرا و الحب سيقف مرة أخري علي قدميه واثقا يدب علي الأرض....ونظل نلتمس الأعذار تلو الأعذار حتي تضيق بنا أعذارنا و مع مرور الوقت نكتشف أنه يئن من عاهته و أن كلا منا يخفي حاله عن الآخر خشية أن يجرحه لكنه مهما قوي الأمل و طال الصبر فإن تلك الحال لن تدوم طويلا فحلاوة الحب تتسرب منا قطرة ...قطرة دون أن يشعر أيا منا و لا نفيق إلا علي مرارة الصبر تحرق الحلوق بعدما مل كلّ منا طول انتظار الأمل لتهب رياح المغيب في لحظة تحمل بطياتها وداعا بلا أمل فيكون حتما علينا أن نكتب النهاية بأيدينا و يبقي هو في النفس كذكري أثيرة لحلم لم يكتمل.
محمود هشام