مع التطور الكبير في مجال تقنية المعلومات والتواصل بين الأفراد المؤسسات على جميع الأصعدة، أصبح أمن المعلومات من الأمور الأساسية التي يستند عليها أي طرف مهتم في هذا المجال. ومصطلح أمن المعلومات لا يقتصر على كيفية حماية المعلومات في ظل التهديدات المختلفة التي تواجهها، لكنه تعدى ذلك ليصبح وسيلة لحماية الأشخاص من مخاطر انتحال الشخصية والتهديدات المباشرة والغير مباشرة.

لا يقتصر الموضوع على الشركات والمؤسسات والتي تحتوي بين جدرانها على أطنان من المعلومات المهمة والحساسية سواء عن أنشطة الشركة وأسرارها، أو حتى ما يتعلق بموظفيها وبياناتهم الشخصية، لكن يمتد أيضا ليشمل الأفراد وجميع مستخدمي الحاسوب والشبكات العامة والخاصة. ولعل أمن الشركات يبدأ من أمن الموظفين والعاملين فيها قبل كل شي. فالموظف يجب أن يدرك أهمية تأمين ذاته من الأخطار والتي قد تنتزع منه أهم المعلومات. فالموضوع لا يقتصر على اسم المستخدم وكلمة المرور التي تمكنك من إدارة حساباتك المختلفة، ولا يقتصر على قراصنة الحاسب الآلي الذين يسعون إلى معلوماتك الشخصية ورصيدك البنكي وبعض المعلومات الحساسة، بل يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك من جمع وتفنيد وتحليل البيانات الشخصية بهدف إنشاء ملف شخصي متكامل عن الشخص واستخدامه في أغراض غير سلمية مثلما حدث مع وكالة التجسس الأمريكية NSA وكيف أنها أنشأت إدارة كاملة لجمع وتحليل المعلومات عن جميع الأفراد والمؤسسات حول العالم بهدف استخدامها لأغراض شخصية واستخباراتية.

فالأمن الشخصي يشتمل على تأمين نفسك أولاً من عدم نشر معلوماتك الشخصية على مواقع الإنترنت والبرامج المختلفة، عدم كتابة كلمة المرور في مكان عام أو حفظها مجردة على الجهاز، عدم استخدام نفس كلمة المرور لأكثر من موقع أو استخدام كلمة مرور ضعيفة يسهل تخمينها أو كسرها، تثبيت برنامج لفحص الفيروسات والبرامج الخبيثة، تفعيل نظام جدار الحماية، قفل جاهز الحاسب الآلي برمز مروري معقد، استخدام متصفح إنترنت آمن ومشفر، وأخيراً الإبقاء مطلعاً على جديد أمن المعلومات و وسائل الحماية من المخاطر.

أما أمن الشركات والمؤسسات فهو أكبر بكثير من المستوى الفردي حيث أنه يشمل تأمين شبكة الشركة من الاختراقات، تأمين أجهزتها من البرامج الخبيثة وانتشارها، تأمين الصلاحيات لكل مستخدم وجهاز، توزيع الأجهزة على مستويات لحصر المخاطر، استخدام بروتوكولات مؤمنة في عمليات التواصل، تدريب وتأهيل الموظفين على كيفية الرد في حالة اشتباههم في أمر ما وغيرها من وسائل الحماية.

شخصياً، استفدت كثيراً من دراسة هذا المجال بحيث طورت مهاراتي في التحقق واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، إدراك وتجنب مخاطر البرامج المزيفة والخبيثة، إرسال البيانات والبريد المؤمن والمشفر، تجنب أكبر قدر ممكن من مشاكل نظام التشغيل وغيرها الكثير. في مقالاتي القادمة سأعرض لكم جوانب كثيرة من أمن المعلومات من أجل تعزيز الهوية الإلكترونية في فضاء الإنترنت والشبكات الخاصة.