كتب: احمد يونس

كان يقول عن نفسه : "إن أصابعي مثل دودة القز تجعل اوراق التوت حريراً".

وقد صدق في وصفه لنفسه.. لقد كان يبسط المعاني والالفاظ ليفهمها الجميع، ويدعمها بالقصص والنوادر والحواديت ليوضح المعنى وينير الطريق للهدف الذي يكتب عنه!.

وكان يقول ايضاً : ان الناس قالوا عنه " بأن إسلوبه محزق، أي ملتصق بجسم المعنى.. قريباً منه، كأنه بشرة ثانية ".

وقد صدق الناس في وصفهم لاسلوبه، فقد كان يحلم بأن يكون اسلوبه هكذا وقد صار!.

كان يحب العقاد، وقد أعجبه فيه صفاءه الذهني ورواءه الفني وشموخه الهندسي في مقالاته ومؤلفاته.. لقد كان يعتبره ساحراً، يخرج المعاني من المعاني.. وكان يستدرجه الى ما لم يخطر على البال من نتائج!.. وهذه الكلمات اقل ما وصف بها انيس منصور أباه العقلي عباس العقاد في كتابه " في صالون العقاد كانت لنا ايام ".

انه انسان يحب ويكره.. وكان في حياته الوف الناس.. قريبون وبعيدون، يمرون دون ان يتركوا أثراً، كما تمر الرياح على اوراق الشجر، او كما تمر على الصحراء.. او يتركون أثراً كما تمر السياره في الوحل، او كما تنفذ اشعة الشمس الى الغرفة المظلمة.. او كأعواد الحديد الساخن على بشرتك!.

وكان له فلسفة خاصة في معرفة الناس فكتب " قد يكون اقرب الناس اليك، ابعدهم عنك.. وابعدهم عنك، اقربهم اليك " وهذا ما اورده في كتاب " عاشوا في حياتي "!، وكذلك الفقرة السابقة مقتطفة من نفس الكتاب!.

بينّ العلاقة بين الحب والشجاعه والتعاسه والبخت في كتابه " الوان من الحب " حيث كتب في مقدمته : اذا كنت تحب فتاة وهي لا تعلم انك تحبها فأنت لا ينقصك سوى الشجاعه.. واذا كنت تحب فتاة وهي لا تحبك، فأنت تعيس..واذا كنت تحب فتاة وهي تحبك، فيا بختك.

لُقبّ بكاتب المقال اليومي الاول على مدار 40 سنة.. نال جائزة كاتب الادب العلمي الاول من اكاديمية البحث العلمي.. حصل على جائزة الفارس الذهبي من التلفزيون المصري.. وله تمثال في المنصورة!.

وهديتي له هذا المقال.. وليس باستطاعتي انه اهديه غيره، فالراحلون ليس لهم الا طيب الكلام، ولا يبقى منهم الا الاثر الجميل

وداعاً أيها الاديب..!