بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
تمر الأيام هنا بغرابة بغربة ولا اعلم كيف يمر الوقت .. ثقيل بلا هدف ولا نكهة ولا طعم فقط تسير مع الركب.. إن توقفت يدهسك ويتجاوزك ..
نحن أجزاء من ماكينة عملاقة خفية تدور .إن لم تدر معها سحقتك عجلتها.
فأجد نفسي ادور مع الدائرين. وقلبي وعقلي وتفكيري يدوران في قبلة أخرى
وينتهي اليوم وأجدني مشتتة.
وهكذا قررت أن أدون بعض الأحداث. أقله كي أشعر وأذكر كيف مر الوقت وفيم مر.
وسأبدأ برحلتي من بلدي الحبيب للمهجر
في المطار وصدفة وبعد وداع أهلي كنت أشعر بالتيه والترقب وفجأة وجدت قريبتي معي بنفس الطائرة. كانت هناك من رائحة أمي .. وفرحت برؤيتها
لآخر لحظة كنت متماسكة وكان الأمر عاديا .. ثم وصلنا
وبقيت الطائرة تحلق بمكانها تنتظر الإذن بالنزول في المطار..
وحين قال ربان الطائرة أنه قد وصلنا لوجهتنا ومرحبا بكم على الأراضي الفرنسية . كان مجرد صوت ولكنه علق كمقطع صوتي في راديو قديم و تالف
بقي ذلك الصوت يتكرر بأذني الداخلية ويتكرر ويتكرر وانفجرت بالبكاء فجأة
هنا أحسست الغربة تتدفق في كل شراييني . أحسست فجاة أني على أبواب عالم جديد وأن كل ما ألفته صار من الماضي
بكيت وانا أداري دموعي عن المسافرين
ورائي وتحتي كان البحر .. و قطعة من قلبي بلدي ..
وبدأت الطائرة بالهبوط وبدأت معها أهوي في إحساس جديد علي .. الغربة
لطالما كنت أشعر بالتيه
كنت أشعر أني لست بمكاني .لكن كمواطنة بهويتها العربية كنت بمكاني
واليوم تيهي مضاعف . وجودي ومكاني
غربتى الروحية تضاعف بغربة مكانية .
نزلنا من الطائرة وذلك الصوت يتكرر في كل ثانية على مسامعي
وضع حدا لحياة صارت ماضيا و حدد مسارا جديدا
كصوت باب يغلق ورائي
وبدأت المسير نحو حياة أخرى
إنتظرت قريبتي التي نزلت بعدي
إحتضنتني سعيدة وهنا إنفجرت باكية أعدد كل أشيائي الحبيبة وأحبتي الذين سأشتاق لهم
كنت أبكي وكانت تواسيني ..
قيل لي .أتعلمين؟ غيرك كان ليطير فرحا أنه هنا..
مات الآلاف في سبيل الوصول لهذا البلد رحمهم الله
لو كانت أخرى لكانت ترقص فرحا وأنت تبكين؟!!
تلك أخرى أما أنا فأنا ولهذا أبكي.. أخاف أن أكون تركت هاته الأنا هناك
أخاف أن اتغرب عنها هي الأخرى .
-
Uma's worldأحب الكتب و القطط و الصباحات الشتوية الغائمة والإستماع لفيروز والأغاني الفرنسية الخالدة . هنا أحتفي بالقهوة ولها عندي طقوس خاصة . قهوتي قطي و كتابي وشمعة عطرية وأغنية وفكرة تجول بخاطري فأشاركها معكم في شكل مقال. هنا أهرب ...