لا تذهبي لصلاة التراويح - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لا تذهبي لصلاة التراويح

  نشر في 26 ماي 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

جملة من الموضوعات المثيرة للضحك والأسى معًا يتم تداولها مع حلول شهر رمضان هذا العام كما في كل عام، وإن كان في مقدمتها ارتفاع الأسعار الجنوني، فإن أكثر ما أثار تفكيري هذا العام هو السخرية من ذهاب الفتيات لصلاة التراويح بالمساجد واتهامهن في نواياهن..

ثار لدي شعور بالضيق عندما رأيت منشورًا ساخرًا لناشط إسلامي يتابعه الآلاف يقول إن "الكوافيرات" ممتلئة بالفتيات استعدادًا لصلاة التراويح، ثم العشرات من النكات التي انطلقت، بعضها يتحدث عن الارتباط أو "الشقط" كما هو التعبير السوقي كهدف لذهاب الفتيات للمساجد، والبعض يرى أن الأمهات يبحثن لأولادهن عن "زوجات مناسبات" في مثل هذه التجمعات.

دخلت في نقاش مع أحدهم رافضةً هذا التوجه، وبينما كنت أدافع عن نوايا الفتيات وعن حقهن في حياة إيمانية كما سميتها دون الخضوع لتعليقات سخيفة أو التدقيق في تصرفاتهن. كان يبرر وجهة نظره، ويرى أن الفتيات بثيابهن الضيقة ومساحيق التجميل لا يمكن إلا التشكيك في نواياهن، وأنهن بمثابة مشتتات للرجال الذين يسعون لصلاة بلا ذنوب، وعلق بجملة وجدتها غريبةً: "ما ذنبي أن أذهب للصلاة فأرى كل هذا السفور".

توقفت قليلاً عن محاولة الدفاع عن الفتيات، وحاولت تفحص الأمر بشكل أوسع:
ربما هناك شريحة كبيرة أو صغيرة من الفتيات تفكر بهذه الطريقة، لا يمكنني إنكار وجودها، لكن في المقابل هناك أيضًا من الذكور من يفكرون بذات الطريقة. الأمر هو ربما خلل يضرب المجتمع كله بفتيانه وفتياته، يظهر بهذه المظاهر التي لا يمكن تناولها بهذه السطحية، خصوصًا من جانب دعاة أو نشطاء ينتمون إلى التيار الإسلامي هدفهم الدعوة إلى الله كما يقولون.

وبينما تتفشى مثل هذه المظاهر، يتراجع الدور الإيماني الجوهري لصلاة التراويح ولشهر رمضان عامةً، وتتعالى نبرة السخرية بهكذا مظاهر دون التفكير في سبب المشكلة أو في علاج لها من قبل المهتمين بالمجال الدعوي.

تحولات كبيرة في أوساط الفتيات وما يسعين له أو يشغل تفكيرهن، هي ربما تنذر بتحولات في عقول الأجيال القادمة، في ظل هذه الفوضى لا يمكن فصل ما تفكر به الفتيات أو سلوكهن عن تفكير المجتمع عامةً. 
ما يمكن أن أقوله، أن هذا المجتمع يشوه عقول فتياته، ويضعهن بين مطرقة الترهيب من العنوسة والدفع نحو إيجاد "العريس" كهدفٍ سامٍ، وسندان الاحتقار والسخرية  من سلوكهن إن هن حاولن السعي لإيجاد هذا "العريس".

بينما لا أملك آلية لفهم هذه التغيرات المستمرة في المجتمع ونظرته للعبادات والإيمانيات، ولا أملك قدرةً على تخيل شامل للوضع، ولا أستطيع ربط "حقوق المرأة" بالموضوع، فإنني أتمنى أن ينظر مصلحون اجتماعيون إلى مثل هذه الثغرات، ويحاولوا الوصول إلى حلول لتدارك الأمر بعيدًا عن السخرية وإطلاق النكات، أو على الأقل محاولة فهم مثل هذه التغيرات.


  • 6

   نشر في 26 ماي 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا