عدي اكتر من شهرين علي اخر مرة حاولت فيها اكتب مقالة جديدة ,وطول الفترة دي مكنتش
باعمل حاجة غير تأنيب نفسي اني حابس افكار وكلام كتير جوايا ومش عاوز اطلعه للنور,
كنت باعرف كويس اوي الاقي اعذار قصاد التأنيب ده , مرة تعبان من الشغل ..مرة محبط
وقرفان ..واغلب الاعذار كانت بتدور حوالين النوم اللي كان بياكل كل وقت فراغي .
في الشهرين وشوية دول قابلت مواقف كتير وناس فعلا شدتني واستفزت حس الكاتب عندي,
ومع ذلك كنت بستمر بالهروب من الكتابة ...لاني عارف اني مش حاكتب عن اي حاجة من
دي , انما حاكتب عن نفسي انا واواجهها ويمكن اتعارك معاها كمان عشان كده كنت رافض
ان اكتب اي حاجة الفترة اللي فاتت وبتحجج باي حاجة عشان متبقاش مواجهتي مع نفسي
علنية وقدام ناس كتير ممكن تفكر تقرالي في يوم من الايام....بس خلاص مفيش فايدة من
الهروب ,وكان لازم اكتب .
اصعب احساس ممكن يمر عليك, انك تبقي موجود وسط ناس كتير شيفاك حد كويس وطيب
ومبيغلطش الغلط اللي ممكن يكسر صورتك قدامهم , وانت من جواك نفسك تصرخ فيهم
وتقولهم يا جماعة انا اتغيرت كتير عن الصورة الوردية دي ...انتو بتتكلمو عن حد تاني.
مش شرط ساعتها انك تكون واقع ف ابشع خطايا البشر , ممكن تكون بس محتاج تمحي
لحظات شوفت فيها انك اتخليت عن جزء من شخصيتك اللي الناس عرفوك بيها .
المشكلة جواك بتزيد كلما اللحظات دي بتمر عليك كتير , ومعاها بيختفي الامل جواك شوية
بشوية انك ترميها ورا ضهرك وترجع لنفسك اللي كنت عليها زمان.
وساعتها بيكون حب الناس واحترامهم ليك بيكون اقوي واقسي من عذاب الضمير وعتاب
النفس علي اي شيء عملته وانت من جواك مش راضي عنه.....فبتضطر تسكت وتكمل.
الوقت بيعدي وانت عايش بشخصيتين , شخصية بتحبها الناس وشخصية انت بدأت تكرهها.
أول ما توصل لمرحلة التعادل بين حب الناس وتقديرهم لشخصيتك اللي قدامهم واللي اتعودو
عليها , وبين كرهك او زعلك من الشخصية اللي اخدت مكانها بس محدش يعرفها من
اللي حواليك ...بيكون قدامك اختيار من اتنين , اما تعافر وتحاول الف مرة انك ترجع
رضاك وثقتك في نفسك , واما تكمل حياتك بنفس الخلل اللي انت مش راضي عنه وتقريبا
كرهتك حياتك كلها بسببه , وساعتها حتعمل اي حاجة في نفس الطريق ده ومش حيهمك ان
صورتك تتغير قصاد ناس كتير , ده لو انت نفسك مسعتش انك تغيرها بنفسك وتظهر الخلل ده
علي الملأ .......لان حياتك كشخص سيء اسهل بكتير من حياتك كشخص منافق.
اسلام يوسف
1/9/2014