زاد تدفق الأدرينالين وكاد قلبها يتوقف في تلك الليلة التي تغيرت فيها الرسالة إلى بات الأمر قريباً لــــ.... أستعدي!.

مما سأستعد من سأقابل هل أقترب موعد نهايتي!!، هل أقترب الخلاص!!، أنا لست مستعدة بعد، لا أريد الموت وترك الحياة وترك ما حاربت عُمري لأجله، لا أستطيع الرحيل بصمت لا يسمعه أحد، أنا لست مستعدة.... لست مستعدة.

مرت سنوات على تلك الرسالة التي كانت تأتيها في السابق على هيئة "لقد أقترب الموعد، أقترب وعليك أن تأخذي حرسك أكثر من كل شيء"، ولكنها لم تصل إلى مرسل الرسالة وكيف تصل إلى رقم خاص لا أحد يستطيع الأقتراب والبحث عنه .

دخلت غُرفتها بحجة أنها تريد الجلوس بهدوء بعيداً عن أي ضوضاء قد تشوش تفكيرها، لم تكن في وضع يجعلها تدرك أن الأزدحام الذي تعتقد أنه بالخارج ليس سبباً يجعل تفكيرها مشوش، بل هذا من صنع الضجيج الذي يتبارى بداخلها هي.

أصبح عقلها يترنح بين الخوف والهروب من مواجهة تلك اللحظة والأصرار على الوقوف أمام حل لغز الرسالة.

لم تكن تدري أن الملاحقة ستدوم، أعتقدت أنه وقت ومر وفات وأنتهى كما ينتهي كل شيء في حياتنا ولكنها كانت مخطئة، فهناك أشياء في حياتنا تلازمنا وستلازمنا ولن تنتهي الا إن قررنا نحن أن ننهيها.

قُطع النور مع معرفة مرسل تلك الرسائل، وقُطع معه كل حلم هي حلمته بالحياة، قُطع النور وقُطع معه الأمل في أن تعيش حياتها مجدداً، فكلما كانت تحاول أن تعيش وجدت ما يُعكر صفو حياتها ويعيدها إلى نقطة الصفر، فما أسهل الهروب من مواجهة خيبات الحاضر والأحتماء في طيات الماضي والبكاء عليه.

هذا هو الماضي يتصل بك!!، ماذا ستفعل؟، هل ستقوم بالرد أم ستتجاهل أم ستقوم بأغلاق تليفونك والهروب من مواجهته؟.

يقولون أن الماضي هو مرآة الحاضر والمستقبل عايشه بسلام وآمان، فأن لم تنه ما سبق لن تعيش يومك ولا غدك، وستظل حبيس نفسك، تحرر من ماضيك وعش يومك بسلام، فأن وجدت ماضيك يتصل بك لا ترد وعش يومك، فلا تجعل الأمس يتصل باليوم ليذكرك ماذا ستفعل غداً، وتذكر أن ما حدث بالأمس أنتهى الأمس ولن يشرق مع شروق شمس اليوم الا إذا قررت أنت أن تعيش في وهم ما فات.