النهضة الخالدة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

النهضة الخالدة

النهضة الخالدة

  نشر في 08 أكتوبر 2016 .

القصص والروايات في هذه الأرض كثيرة، منها رويت ومنها لم تُروَ بعد أن امتزجت بالألم والفقد والخيبة بعد ملاين من البشر ماتت بسبب أشرارٍ أَرادوا أن يحكموا العالم في سبيل الحصول على المال والقوة والعيش برغد، على جماجم الآخرين يرقصون ويهللون في رقصة مزاجها طاغٍ على القلب والضمير،يثأرون من معارضيهم ويضعونهم في مزابل الزمن وكأن الحقّ لا حقّ له، والتاريخ القريب خير دليل على ما أنتجته الحربان العالميتان الأولى والثانية من مآسٍ وضياع لأسرٍ ماتت وبقي بعضها يكتوي بنار الفقد الذي خلَّف دمارًا كاملاً للإنسانية في أوربا واليابان، بالتحديد في إلقاء القنبلتين النوويتين على هيروشيما وناجازاكي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي دمّرت الإنسان والحجر والأرض معاً، في حين أنّ اليابان مازالت تتألم وتبكي إلى يومنا هذا في الذكرى السنوية لهذه الفاجعة.

لكنْ هناك شخص اسمه الإمام الحسين عليه السلام تتوقف كثير من الكلمات والمرادفات حين تجدُ أَسًى بأنك لست ضليعًا في اللغة والأدب لتقدم ما هو أفضل لهذا المصاب الجلل، ومن هنا بدأت أقلامٌ كثيرة على مرّ التاريخ يتحدثون عنه في الفكر والوجدان وسبب خروجه من المدينة إلى العراق ( كربلاء) هو ومن معه من بيت النبوة وأنصاره مروراً بأماكن أخرى أثناء الطريق إلى كربلاء مكبّلين بتلك الأصفاد المتسلسلة في الأيدي والأرجل تأسى لها القلوب والضمائر إلى الخليفة الأموي يزيد بن معاوية في لعائن التاريخ عليه حين قطع رأس الإمام الحسين عليه السلام بإثبات القرآن الكريم في اللعن، قال تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} - (النساء: 93} وحديثه مع السيدة زينب عليها السلام حين قالت: ولتردنّ على رسول الله (صلى الله عليه و آله) مما تحملت من سفك دماء ذريته، وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته، حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم ويأخذ بحقّهم.

ومن هنا استمرّ التاريخ يئنّ بهذه الفاجعة (الطف)التي أضنت الأمة الإسلامية والإنسانية كلّها وليس بخصوصيتها. إلّا أنّ هناك من تمسك بإحيائها نهضة للحقّ الذي حاولوا جهاداً أن تُلجم على مرّ العقود اعتقاداً بأن ثورة العدالة انتهت تماماً أمام الباطل. ومهما حاولنا التفسير في بطون الكتب وسَير العدالة الطويل والاعتقاد بأنها انتهت فهو واهم؛ لأنّ الزرع يحصد ولو أخذ مكانه من الوقت،كما أنّ فهمنا في الاستدلال النهائي لهذه الرزية من قبل القادر الذي ربما قدر لنا أن نتعلم شمولية الحياة من الإيمان والصبر والمواجهة في بحيرة الحياة الضخمة.

ومن حصاد "فاجعة الطف" أن ّالإسلام بقي كما هو بفعل هذه التضحية التي تسببت شهادته في عملية تراكمية أخذت تنحو منحًى تصاعديًّا وفق المنهج الإلهي التي تواصلت فيما أدركته الإنسانية في العالم، ومنهم وليم لوفتس حين قال:لقد قَدّم الحسين بن عليّ أبلغ شهادة في تاريخ الإنسانية، وارتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذّة.لقد حرّك الإمام الحسين عليه السلام بركة الصمت في عقول ونفوس الناس من حالة الركود إلى حالة الفعل، وكان يُدرك أنّ مشروعه الإصلاحي لا يحقق غاياته إلّا بأحداث تهزّ وترجّ قيعان النفوس الخاملة، والعقول المتردية في ضحالة الفكر الدنيوي، وهذا لن يتم إلا بطرح نفسه مشروعاً للشهادة لتهزّ شهادته النفوس، ولتستنهض الوعي الجمعي على مسار التاريخ، وأيضاً من الخطأ الاعتقاد أن قطع رأس الشهيد عن الجسد تنتهي بفعلها، إنّها حياة النبل والعلاء،هكذا قالها عمر المختار "إنّ الظلم يجعل من المظلوم بطلاً، وأمّا الجريمة فلا بُدّ من أن يرتجف قلب صاحبها مهما حاول التظاهر بالكبرياء".

عظم الله أجوركم أيّها المسلمون!



   نشر في 08 أكتوبر 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا