سؤال أبدي يتبادر في أذهاننا كثيرا أليس الله بقادر أن يخلصنا من هؤلاء الأشرار الذين يقتلون هؤلاء الابرياء ويعثون في الارض فسادا، فالأغلب من الناس في رحلة حياتهم يتخذون قرارا باختيار الخلق القويم و المسارعة لعمل الخير و بث طاقات الحب للاخرين و على النقيض قد يتعرضون لرد فعل من بعض ممن حولهم بالكره او العدواة او الحقد فيتبادر بسؤاله لماذا أذن؟ أليس لنا جزاءا للخير.
لكي نعرف الأجابة، فلنعود للخلف قبل آلاف السنين منذ بدء الخليقة و هناك حينما كان آدم و حواء في الجنة بسبب تلكما الشجرة الذي وسوس لهما شيطان بالأكل منها فهبطا على الأرض ... فكان لهما هذا العدو الأول و هو الشيطان ... فقال الله لهما اهبطوا بعضكم لبعض عدو.
فوجد الانسان لنفسه أعداء على شاكلة من شياطين الانس و الجن و كانت أول جريمة قتل في الأرض قصة قابيل و هابيل.
فقد لا يستعجب الناس لوجود هذة العداوات و الشر حينما يرجع لأصول الخلق و بداياتها و كذلك القرآن يحدثنا كثيرا عن المقابلة التضادية، بين الذين آمنوا و عموا الصالحات و الذين كفروا و كذبوا بآياتنا... فلكل منهما جزاء في الآخرة.
و قد يكون السؤال الاكثر الحاحا اليس الله قادر على منع تلك الجرائم التي تلحق بالأبرياء و الضعفاء و من ليس لهم ذنب ... و لكن أليست ما نعيشها تلك الحياة التي هي دار الابتلاء و الاختبار، أليست هذة الحياة التي تختارها بارادتك اذن اين اختبارك و ابتلائك أيهما الانسان اذا عاقب الله كل هؤلاء دون مواجهة منك لتلك الشرور، و اين احساسك بقوتك في مجابتها و صدها بأساليبك المختلفة، و أين قوة إيمانك التي تصمد و تواجه و توعظ ما حولها.
ألا نتذكر تلك الأذي و الاستكبار و النفي الذي واجهه نبينا عليه الصلاة و السلام في دعوته لله، و ألا نتذكر ما واجهوه أنبياء الله من صد و أذى و تجاهل و هم يدعون أقوامهم لعبادة الله خالق الكون و هم يعرضون أدلتهم لوجود الله.
إذن فأنت أيضا تجد كل ذلك الشر أمامك، و عليك أن تواجهه و تتفهم وجوده في محيطك و تتقبله، و تتخذ طريقا لمواجهته باختيارك لتجتاز اختبارك في الدنيا.
-
Nermeen Abdelazizشغفي الكتابة و القراءة