أشرقت الشمس كالعادة وتخللت أشعتها الغرفة،حيث كنت على سريرى و فى بداية الأستيقاظ،فنظرت بجانبى على أمل رؤية أحد،ولكن لم يكن هناك أحد..ثم نهضت بصعوبة شديدة وسرت حتى المرآه،وعندما نظرت بها ذرفت دمعة غريبة مصدرها إحساس مخيف،وعندها سقطت فجأة على الأرض وأخذت بالبكاء حتى اكتفيت منه،ثم نهضت مرة أخرى حتى بلغت المنفذ الوحيد لهذه الغرفة المغلقة وهو شباكها،ونظرت منه فانتابتنى قشعريرة مخيفة حيث وجدت نفسى وسط صحراء واسعة خالية من الناس ومن أى نبات،وعندها جلست وحاولت ربط الأمور فاكتشفت أننى امرأة كبيرة فى السن لم تقدر على النهوض من سريرها ولا النظر إلى بياض شعرها وتجاعيد بشرتها،لم تقدر على تقبل أنها تقدمت فى السن وشارف عمرها على الإنتهاء،اكتشفت أن هذه الصحراء الخالية هى مجرد ما مر علي فى حياتى بأكملها ،الأشياء التى أردت فعلها ولم أفعل،الإنجازات التى أردت إتمامها ولكننى لم أفعل،جميع الأشياء التى كان يجب إنهائها ولكننى أجلتها بكلمة "غدا سأفعل"..وفى النهاية لم أنجز أى شىء،وبينما أحاول ربط الأمور وفهم ما يحدث أحسست بسكرت الموت وبشىء ينادينى " أقبلى أيتها العجوز،الغير قادرة على تصديق مافعله بك الوقت الذى ضيعته،أقبلى يا من فاتك قطار حياتك ولم تلحقى به،أقبلى يا من فهمت كل شىء بعد فوات الآوان ".. فقلت "لا..لا..لا أريد الموت..لا"وعندها استيقظت فزعة من على سريرى وأيقنت أننى كنت أحلم حلم مخيف وغريب لم أرد تصديقه ولكنه كان حقيقة ما يحدث،ثم تفقدت المكان حينها ووجدت كل شىء بطبيعته،ثم أسرعت إلى المرآه لأنظر بها وإذ بى مازلت فى شبابى ،وجمالى لم يتغير ،فأخذت نفسا عميقا وأدركت الآتي................أننا لا نشعر بقيمة الوقت ونحن نمضيه،لا نشعر بما يهدر منه،والكثير منا يستمر فى إهداره وتأجيل كل شىء حتى وصلنا لعدم إنجاز ما نريده وعدم تحقيق أى شىء،حتى سيمر بنا العمر ونتقدم فى السن،وسيأتى اليوم الذى نجد أنفسنا فيه من العجائز غير القادرين،وعندما ننظر لما فعلناه طوال حياتنا،لن نجد شىء مهم قمنا به،وسنندم حينها على الوقت الذى ضيعناه والخطأ الذى وقعنا به،وربما قد يكون فات الآوان لذلك،لكننا نملك فرصة عدم تفويت قطار الحياة الآن.....فما موقفك أنت ؟!

إقترح رابط ذو صلة