الفوارق بين جيل الآباء وجيل الأبناء في كل فترة تزداد وتكبر وفي كل مرة يشعر فيها الطرفان بغربة وصعوبة في التواصل مع الطرف الآخر
الأول في كل مرة يرى أن الجيل الجديد جيل متهور إتكالي إستهلاكي فاشل متمرد ليس فيه من الحسنات سِوى أنهم آباءٌ لهم !!
الثاني يرى أن الجيل السابق جيل تبعي حذر ليس مغامر لا يتقبل الجديد نجح صدفة الظروف لا بجهد منه !
حسناً بما أنني أٌعد من جيل الأبناء الآن سأتكلم بصفتي من هذا الجيل !
غالباً في المجالس ما نسمع من يفوقنا بالسن يتهمنا بأننا الأسوأ على عكسهم تماماً جيل جيد بكل شيء (كما يزعمون ذلك طبعاً )
نعم نحنٌ جيل الشباب ظروفنا لا تتشابه مع ظروف آبائنا كل شيء فيها مختلف لذلك غالباً ما نشعر بالغربة وعدم القدرة على التواصل معهم بشكل جيد !
أفكارنا سلوكنا عاداتنا ثقافتنا في التعليم والترفيه بل حتى الطعام لا نتشابه معهم فيه كل شيء مختلف وتغير بشكل مٌخيف ربما لنا ولهم !
مثلاً: النجاح في السابق كان سهل الوصول إليه لا يحتاج كم هائل من الطلبات والاختبارات والفٌرص والعلاقات كما هو الحال الآن
لذلك صعب جداً أن يتفهّم ذلك الآباء، هم لا يٌقدّرون الإختلاف الرهيب الحاصل في الحياة مٌعتقدين أن النجاح في الحياة الآن كما كان عليه في عهدهم السابق المجيد الذي لم يتطلب منهم سِوى السعي في الأرض مٌزارعاً أو راعياً معادلة الحياة في السابق ليست صعبة ولا تتطلب الكثير !!
الآن الأبناء يخوضون حروب الاختبارات منذ الولادة حتى الممات لعلهم يحصلون على النجاح الذي يٌؤهلهم لِعيش حياة كريمة
حياة تتطلب الكثير من المال والكثير من العلاقات والكثير من السعي والكثير من التوفيق ومع ذلك لا يكاد الواحد فيهم ينجح في مواجهة كل ذلك ثم يأتي من يصفهم بالفشل بكل برود وإجحاف وكأن الأمر سهل جداً كما يعتقدون !
هذه النظرة الظالمة من قِبل الآباء هي ما تٌساعد في خلق فجوة كبيرة للتواصل معهم
المقارنات الغير عادلة في كِلا العهدين تٌشكل نظرة إستعلاء وإستحقار في غير محلها ولن يستقيم الحال ولن يتقبل أحدهم الآخر طالما لم يتفهم كل مٌنهما ذلك ويتقبله كما كان وكما أرادت له الظروف أن يكون
الصراع سيظل قائماً حتى تعود النظرة المستقيمةالعادلة! نحتاج إلى حوار حقيقي نسمع فيه ونستمع حتى نصل للمرحلة التي نتعايش فيها معاً بشكل لائق على الأقل !
-
asmaمواليد ٢١-٥-١٩٩١ بكالوريس رياضيات
التعليقات
مقال جميل , بالتوفيق .