21

صديقي موظّف في دائرة حكوميّة، يصدر له في بداية السّنة حكم يعيّن مبلغ راتبه، ويبقى هذا المبلغ دون تغيير إلى بداية السّنة الثّانية.

يقول إنّ سعر الموز كان في بداية السّنة سبعين ألف ريال إيراني، والدّجاج بتسعين ألف، وطابق البيض بمئة ألف؛ ولم يمضِ شهران حتّى ازدادت الأسعار خمسين بالمئة، وبعد ستّة أشهر تضاعفت!

أمّا بعد ثمانية أشهر فازدادت أكثر من ضعفين!

والرّاتب نفسه كما تمّ تعيينه في بداية السّنة!

فاضطرّ أن يستغني عن الدّجاج، والبيض.

لكنّ أطفاله يطلبون منه أن يشتري لهم الموز كلّما توجه إلى السّوق؛ وقد بلغ سعره ثلاث مئة ألف.

وكان المسكين ينتحل لهم الحجج، كلّ أسبوع حجّة.

في الأسبوع الماضي، قال لهم إنّ الطّرق مسدودة بسبب فيروس كورونا وإنّ الموز لم يصل المدينة.

هذا الأسبوع قال إنّ الموز لا يزال أخضر ولم ينضج بعدُ.

قرأ في المواقع الإلكترونيّة أنّ فيتامين c الموجود في الموز، يوجد في البصل أيضا، ووجدها حجّة لا بأس بها للأسبوع القادم.

وبات صديقي بأمل الحكم الجديد ليزداد راتبه، لكنّ الحكومة أعلنت أنّ الرّاتب وطبقا للقانون سيزداد ثلاثة عشر بالمئة لا أكثر!

فتبخّرت آماله.

فالحكومة تتحكّم في رواتب الموظّفين دون أن تستطيع التحكّم في أسعار السّوق.

ولهذا لا تجد مقارنة بين الرّواتب والأسعار الّتي ترتفع فلكيّا كلّ شهر.

(شكرا للّذين لا يبحثون عن أيّام العطلة يلتمسون الرّاحة من متابعة دروسهم العربيّة، بل يؤثرون القراءة والاستمرار ليزدادوا متاعا وسكينة وهم يتجوّلون في حديقة لغة الضّاد الجميلة.)

21-3-2021

22

يقول أحد الأصدقاء:

جدّي أنجب أربعة عشر ولدا.

وأبي أنجب خمسة.

أمّا أنا فلم أنجب إلّا اثنين!

هل ترون التنازل العددي الرّهيب؟!

14👈5👈2

إخوتي وأخواتي، الأهواز بحاجة ماسّة إلى ازدياد النّفوس، نفوس مثقّفة منتجة، حاله حال باقي البلاد في العالم.

أتذكّر جيّدا قبل ثلاثين عاما، عندما شنّ الإعلام الإيراني حملة واسعة لتحديد النّسل تركت أثرا سلبيّا على مجتمعنا العربيّ الّذي كان محروما من الإعلام العربيّ والمحلّيّ آنذاك.

لم يكن أمامنا سوى التّلفزيون الإيراني، وكنّا كلّما فتحنا القناة، ظهر لنا الإعلان الّذي كان يُعرَض عشرات المرّات في اليوم: (ولدان فقط)! وكانوا يأتون بأدلّة اقتصاديّة وتربويّة مزيّفة تعزّز حملتهم تلك!

منها أنّ المنابع الطّبيعيّة سوف لا تكفي البشر.

وأن تربّي ولدا ليصبح مهندسا أو دكتورا، خير من ثلاثة أو أربعة تعجز عن تربيتهم فتتركهم أمّيّين وهم كَلّ على المجتمع.

وقد اقتنع معظم الأزواج الأهوازيّين بتلك الأدلّة فاكتفوا بولد أو ولدين لا أكثر.

كانت صفوف المدارس آنذاك تُملأ بالطّلاب، أربعون طالبا في كُلّ صفّ، أمّا الآن ونتيجة لتلك الحملة الخبيثة، لا تجد في الصّف إلّا نصف الأربعين أو أقلّ.

وإن استمرّ شعبنا على هذا النّمط الخطر، أضف إليه الحرمان من الثّروات والفقر، فقد لا تجد بعد أعوام في الأسر الأهوازيّة أعماما وأخوالا، أو عمّات وخالات.

فتداركوا الأمر...

(شكرا للذين خصّصوا ساعة من بين ساعاتهم الأربعة والعشرين لممارسة دروسهم العربيّة، والتزموا بها.)

24-3-2021

23

قبل أن ننتقل إلى حيّ بستان، كنّا نسكن في حيّ العبّارة، والعبّارة حيّ عربيّ فقير ومظلوم.شوّهت الحكومة سمعة العبّارة لأنّه حيّ عربيّ، فقالوا إنّه مركز لتوزيع المخدّرات!

والحقيقة أنّ المخدّرات تُباع في كلّ مكان، حتّى في وسط المدينة.

والحكومة تعلم بهذا ولا تواجهه!

ونتيجة لهذا التّشويه المتعمّد، ترى سعر البيوت في العبّارة أرخص أضعافا من حيّ السيّاب الّذي يفصله عن العبّارة دوّار فقط.

المسافة بين الحيّين رمية حجر لا أكثر.

ولكنّك تجد البيت في حيّ العبارة بملياري ريال إيراني، بينما يرتفع هذا السّعر إلى ثمانية مليارات في حيّ السيّاب!

نفس البيت ونفس المساحة، لكنّ السّعر يرتفع إلى أربعة أضعاف.

هناك حيّ عربيّ آخر لا يبعد عن السّوق كثيرا تعرّض لنفس التّشويه، فانخفضت أسعار البيوت فيه.

وحينما أنعت حيّ أبي نواس بأنّه حيّ عربي، يعني أنّ سكّانه كلّهم عرب ليس بينهم مستوطن؛ وكذلك حيّ العبّارة، وحيّ الطّويجات.

وتجدر الإشارة إلى أنّ جميع مدن المحمّرة عربيّة، يسكن في بعض أحيائها المركزيّة بعض المهاجرين.

(شكرا للّذين يعون أن عليهم نصيب من مسؤولية شعبهم وأن ساعات حياتهم ليست ملكا خاصّا لهم، بل لشعبهم كفل منها، ولهذا فإنّهم يتعلّمون اللغة العربيّة ويعلّمونها لغيرهم.)

25-3-2021

سعيد مقدم أبو شروق

الأهواز