لو ان يكون الانسان اجتماعيا أو لا اجتماعي اختيارا، فأنا قد اخترت أن لا أكون اجتماعية، اعشق أن أكون خفية، بل انني أجد في الأمر متعة لن يفهمها الكثيرون. فقدت مؤخرا بضع أصدقاء، البعض فقدتهم بشكل رسمي، وآخرون في وضعية الفقدان "مع ايقاف التنفيذ". قد يظن البعض انه لابد انني اشكو من عيب ما دمت لا استطيع أن ابقي شخصا في حياتي، ما عدا أفراد اسرتي الأربعة. ولمن قد يتبادر إلى ذهنه سؤال من الأسئلة الذي تشغل تفكيري منذ أكثر من سبع سنوات: " لم تراني أقابل الأشخاص الغلط دائما؟ أتراني اشكو من عيب يجعل الناس ينفرون مني في اول فرصة تتاح لهم؟ هل المسألة كذا أم كذا... ؟ " اسئلة كثيرة لم ولن اجد لها جوابا مباشرا يوما.
وفي رحلة بحثي عن اجوبة لهاته الأسئلة صادفت حقيقة، ربما لن تكون جوابا لأي سؤال من الاسئلة الكثيرة، أو ربما الجواب الوحيد لجلها، لست متأكدة للآن بعد.
الانسان ليس كائنا اجتماعي بطبعه كما علمنا في مدارسنا، الأمر لا يتجاوز أن يكون مجرد فكرة واهمة لم اتمكن من استبيان الهدف وراءها، الانسان ليس مجبرا على تكوين صداقات أو علاقات انسانية، ما لم يحتجهم في مصالحه الحياتية، وإن اراد شخص انتقادي فليتفضل، غير أنه قبل ان ينتقدني دعني ادافع عن فكرتي المتواضعة، إن ما قرأتموه أعزائي سابقا هو المبدأ الذي تسري به الحياة، وبنو البشر بصفة عامة، نحن لا نصرح بالأمر بصيغة مباشرة، ذلك أن الرغبة الداخلية لكل انسان بأن يبدو في افضل حالاته تمنعه من الاعتراف بالامر.
لا توجد صداقة تنبني على اللامصلحة، ولا يمكن ان تطلب من الانسان المفطور على الانانية والتي تكون جوهره الذي تنبثق منه غرائزه اللاشعورية، أن يصادق شخصا ويضحي من أجله، فقط تحت ما يسمى " الحب" أو " الصداقة"، نعم أملك أصدقاء ربما يعدون على رؤوس الأصابع، وقد يزعجهم هذا المقال كثيرا، لكن فكرتي هذه وإن كانت تحول الانسان إلى كائن استغلالي، وتحولني أنا إلى الأمر ذاته، فأنا اعترف أنني لم ولن أكون يوما ملاكا، كما أن الاستغلال لا يعني بالضرورة أمرا سيءا، فالاستغلال هو ما يحكم معظم العلاقات الانسانية، حتى بعض العلاقات بين افراد الأسرة الواحدة.
ولذلك لم يعد في الحقيقة يهمني الأمر أن أفقد شخصا او العلاقة التي كانت تربطني به، مع أننا في الحقيقة لا يمكن أن نفقد شيءا نحن لم نمتلكه من الأساس.
-
فرحلأن الكتابة وسيلتي الوحيدة للتعبير
التعليقات
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
لك خالص احترامي