أهرب..
لماذا لا بُد أن نهرب منهم؟
نشر في 24 أبريل 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
أهرب..
"لماذا لا بُد أن تهرب منهم؟".
لأنهم لا يفهمون الإنسان، لأنهم يختزلون حياته بموقف/بكلمة، لأنهم لا يفهمون معنى التراكمات والنتيجة النهائية.
العقل البشري الساذج لا يرتاح بدون أن يصنف، فالعقل يفصّل رفوف له، ويضع لكل رفٍ مسمى خاص به، ومع كل دخول كل شخص في حياته يبدأ ويرتبهم في هذه الرفوف ؛ فاسق/متكبر/مختل/سطحي/..إلى آخره.
ويظن أنه محور هذا الكون. كل من يمر عليه، يحق له أن يصنفهم.
أهرب منهم، فالجلوس معهم مُتعب، والأمان معدوم، والثقة ركيكة، والسيئات لا متناهية.!
ماذا لو كانت رفوفهم كلها بـ(وما يدريك؟).
عمر رضي الله عليه يقول لنا أن الحكم يجب أن يكون على تراكمات الأحداث، لا على حدثٍ عابر، ويجب أن تكون واضحة بيّنة، لا على الاستنتاج والتخمين.
ففي عبدالله ابن أبيّ، قال دعني أضرب عنق هذا المنافق يا رسول الله، وأبى الرسول خشية (أن يقول الناس: محمد يقتل صحبه).
والمرة الثانية، كانت مع حاطب، وهنا كان خطأ عمر ، أن حكم على موقف واحد -على مافي الموقف من خيانة عظمى- فقال الرسول عليه الصلاة والسلام، وما يدريك ؟
خلف كل شخص نعرفه حكاية لا نعرفها، وخلف كل قصة حقيقتها المخفية، وخلف كل ردة فعل، فعلٌ لا نعرفه، وخلف كل فكرة/معتقد تراكمات لا نستوعبها.
تتغير ملامح وجهه عند ذكر صحيح البخاري!
منافق، فاسق، قرآني لا يؤمن بالسنة، والكثير من الاتهامات بسبب ردة فعله!
ولكن العمق الذي لم يراه -ولن يراه- أن الصحيح قد ارتبط عنده منذُ الطفولة بـ"عقوبة" ، فالوالدين قد عاقبوه وهو صغير أن يقرأ البخاري كامل! لمدة سنة كاملة يعيدونه عليه، وقد حرم حق الطفولة وقتها.
أصبح كلما رأى البخاري تذكر تلك العقوبة ومشاعرها السيئة..
والآن هل عرفت سبب تغيّر ملامحه؟
-
محمد الشثريخرّيج إدارة .. وأرى التأمل أسلوب حياة .. والقراءة فرضُ عين! .. والكتابة سعي للبقاء .. وأحاول أن أعيش أكبر قدر ممكن من التجارب ..✨