إشكالية تحتل عقلي بعنف، تسكنه وتتحول الى هاجس..احيلها بدوري الى حضراتكم متسائلا: إلى أي مدى يمكن للعالم الديني أن يخطئ؟.. و إلى أي مدى يمكن الاختباء وراء حديث للمخطئ اجر؟
بطبيعة الحال سينال العالم الأجر إن أخطأ في فتوى تخص الفرد وحده ولا تعداه، لكن أن يتحجج هذا العالم بالاجتهاد و بنيته الحسنه في أخطاء تصيب بضررها كل بيت في العالم الإسلامي، فهذا أمر مشين و تخلف عقلي..
في الماضي أفتى البعض بوجوب الجهاد في الجزائر، ثم حين هدأت الأمور اطلوا علينا يقولون أنه تم تغليطهم.!!!!!!
واليوم يفتون بالجهاد في سوريا و باقي البلدان، ثم يتراجع من يتراجع بعد ان زج بالآلاف من الشباب الى أتون الحرب، بحجة أنه كان مخطئ... وبقية لا تزال مصرة على رايها الى اجل غير مسمى.
السياسي أولى من الديني في أمور الحرب مثله مثل الطبيب في أمور الصحة، اذا أمرك الطبيب بعدم الصيام ومنعك الفقيه، أليست طاعة الطبيب أولى؟ بل يحرم عليك مخالفة الطبيب.. لما نسلم رقاب شبابنا اذا الى الفقيه يدور بهم من فتنة الى اخرى؟
الشعوب المسلمة تقاد بالعاطفة.. فكلمة من عالم دين تجعل من ملايين الشباب يموجون الى سبيله بلا تفكير.. فكفى لعبا بالعواطف و اقحام البسطاء في نار قذره حطبها الشعوب..
لن أعطي لنفسي حق الفتوى ولكن الآية واضحة (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله...) الآية
لن تستقيم في عقلي أن أبا بكر أو عمر أو أي من الصحابة يدع جيش المسلمين يأكل الجبن ويشرب العصير، و يقوم الى الشباب أن أغيثوا إخوانكم بالشام..
وكم في التاريخ الإسلامي من أخبار عن خلفاء يأمرون الجيش بالتريث قبل فتح اي بلد، حتى يعلموا جيدا أخبار البلد.. بل أحيانا حتى يستيقنوا أن الغلبة لهم، وألا يلقوا بالجيش إلى المهالك.. فكيف نرمي بأعز ثرواتنا، الى ام المهالك بلا طائل ولا فائدة؟..
أليست هته الفتاوى من خيانة الامانة؟
بل تكاد تكون من الغرر المنهي عنه
لما لا تعتبر من القتل الخطأ؟
ففيها حقن للدماء وضبط للفتوى..
أم أن قائلها منزه و مقدس؟
أم أنه من يحدد مفهوم القتل الخطأ؟
بلغوا عني أنني لا أقدس من يخطئ...!!
الهامش
1 البشير الإبراهيمي؛ آثار البشير الإبراهيمي، (1954 - 1956) جمع وتقديم: أحمد طالب الإبراهيمي، دار الغرب بيروت، 1997،ج (4)، ص 170
14/03/2016
-
أيوب مرينخريج جامعة الجزائر تخصص إدارة موارد بشرية