البسملة في سورة الفاتحة

ما سأكتبه هنا ليس من وجهة دينية او تحليل ديني او فقهي, انه رأي وتحليل خاص اقصد به ابداء رأي بشأن ممارسة دينية صحيحة ولكن ربما تؤدي الى نتائج غير مقبولة دينيا .

لفاتحة القرآن أسماء اخرى كالسبع المثاني وذلك لانها تتكون من سبع آيات .

البسملة في الفاتحة من المواضيع التي يتم تداولها وبحثها والتطرق اليها في المساجد وفي اللقائات العادية من قبل رجال الدين والعامة على السواء ولكل سببه .

المعروف ان أئمة المساجد في هذا البلد كما في البلاد الاسلامية الاخرى لم يجمعوا على رأي واحد بخصوص الجهر بالبسملة في الفاتحة في الركعات الجهرية من الصلاه وذلك نظرا لإتباع كل إمام مرجعا فقهيا أو دينيا يقر أو لا يقر الجهر بالبسملة فمثلا أتباع المذهب الشافعي فأنهم لا يجهروا بالبسملة إتباعا لما روي عن أبي بكر الصديق وصحابة وأئمة آخرين في صدر الاسلام .

" بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ِ" هي الآية الاولى في الفاتحة و برأي انها آية كالآيات الست الاخرى وربما لا تكون هي بسملة سورة الفاتحة فهي أية مثل " الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " و " الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ" و الآيات الاخرى وقد اوجدت في مكانها في الفاتحة وفي بداية القرآن لتعني ماهيتها كأي آية اخرى بل انها هي الآية الاولى في القرآن الكريم وتتكون من اربع كلمات وضعت مع بعضها لسبب وقصد ومعنى .

اذا كانت آية " بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " في الفاتحة كذلك فلماذا لا نتعامل معها في الصلاه كالآيات الاخرى .

كما يتبادر لي كشخص عادي وليس فقيه في الدين ومن منطلق البحث "والجدل " فقط لماذا لا تكون سورة الفاتحة كسورة التوبة التي لم يسبقها بسملة وأن الاية الاولى هي ليست بسملة الفاتحة وعدم وجود البسملة لسبب من الله تعالى لا نعلمه أو ربما بسملتها هي التي ينطقها كل من فتح القرآن ليقرأ فيه لأنها أول سورة .

ربما ما سردته اعلاه هو محض هراء وغالبا ما يكون كذلك ولكني اود طرق الموضوع من ناحية اخرى عامة كما يلي :

المصلون فئتين أحداهما يقرأ ويفقه بالدين ولو القليل وبذا يعلم أن الفاتحة تبدأ بأية " بسم الله الرحمن الرحيم " ولكن هناك فئة اخرى كالاطفال والكبار من العوام الذي لا يستطيعون القراءة وربما يستمعون للقرآن من المساجد أو الراديو و غيرها وبالغالب تكون هذه القراءات لسور اخرى في القرآن غير الفاتحة وقليلا ما تقرأ الفاتحة من هذه المصادر و بذلك يكون المصدر الوحيد لمعرفة سورة الفاتحة لديهم من الصلاه فعندما لا يجهر الإمام بالبسملة ويتم تكرار ذلك من أئمة آخرين ومساجد عديدة فأن الشخص لا يعرف من الفاتحة الّا الست آيات التي تبدأ بأية " الحمد لله رب العالمين " وبذا تكون سورة الفاتحة كما سمعها فيها ست آيات فقط وليست الآية الاولى منها .

ربما يكون هذا احد الاسباب بأن الفاتحة تعرف عند البعض بسورة " الحمد " بل إني على ثقة انه لو وجه سؤال عن اول كلمة في الفاتحة للاطفال والكبار من العوام ستكون بعض الاجوبة انها كلمة " الحمدلله " وكذلك سيكون الجواب لكثير من المسلمين المقيمين في بلاد لا تنطق بالعربية .

لقد كان بعض الصحابة والأئمة في العصور الاولى من الاسلام لا يجهرون بالبسملة ولكن كان هناك مجتمع مسلم متعلم دينيا وحتى العوام من الناس يعرفون المبادئ والمقومات الاساسية للدين والصلاه , ولكنا في العصر الحالي ومع التشرذم الفكري والجهل الديني لدى الكثير ربما سيكون ائمة الصلاه بدون قصد سببا في جهل البعض لبعض أساسيات الدين .

إذاً هناك رأيان في جهر أو ستر البسملة في الفاتحة في الصلاه الجهرية وكلاهما صواب كما قرأت وسمعت من بعض علماء الدين ولكن اتباعا لأحد الرأيين وفي عصرنا هذا لانه كان متبعا من بعض الائمة و الصحابة في صدد الاسلام ربما يؤدي الى فقد او نسيان اول آية في القرآن الكريم لدى الكثير من الناس في عهد يحفظون فيه عدد اهداف لاعبي كرة القدم أو يحفظون عدد افلام الممثلين المشاهير اكثر من معرفتهم بعدد سور القرآن الكريم