إلى المرأة العربيّة .. كوني مثلهم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إلى المرأة العربيّة .. كوني مثلهم

  نشر في 08 مارس 2017 .

يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة المصادف للثامن من شهر مارس آذار من كل سنة ، بدون مقدمات ولا ولوج لتاريخ هذا العيد الذي نتج عن تحوّل جوهري ، لتعامل الغرب مع المرأة ، من استعبادها و هضم حقوقها ، إلى المطالبة بمساواتها مع الرجل في كل شيء ، مطالبة انتقلت من الغرب إلى الشرق ، رغم أن الإسلام وضع لكل ذو حقٍ حقه ، فقبل أن يجعل الغرب يوما من 365 يوم عداد السنة من الأيام ، عيدا وطنيا ، جعل الإسلام لها مكانة عظيمة ، فهي التي سمٍع الله قولها في سورة المجادلة" قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله" و عظّم مكانتها بأن جعل السورة الرابعة في القران باسمها " سورة النساء" ، وصولا إلى جعل الجنّة تحت أقدامها في الحديث الشريف للرسول صلى الله عليه وسلّم "الجنة تحت أقدام الأمّهات" .

كوني مثل مليكة قايد:

تلك البطلة التي أبت إلى أن تجمع النساء الجزائريات في إتحاد من اجل الثورة على المستعمر ، لا كما تفعل بعض النساء العرب في اتحاداتهم الداعمة للدكتاتوريات و قمع الشعوب ، تلك الحرّة التي عاهدت نفسها أن لا تعود لبيتها إلاّ بعد أن تحرّر الجزائر ، تلك المعلمّة التي أبت إلاّ ان تعلم المجاهدين و توعيهم ، تلك الطبيبة التي أبت إلاّ أن تترك عملها في المستشفيات ، وتنضم إلى الثورة لتعالج المجاهدين ، تلك الفدائية التي دست عشرات القنابل في أهداف الفرنسية ، تلك الناشطة التي نظّمت عشرات المظاهرات النسائية ضد المستعمر ، تلك هي الشهيدة الجزائرية مليكة قايد ، التي فجّر المحتل الفرنسي منزلها وهي تخطط لتفجير ثكناته .

كوني مثل حسيبة بن بوعلي :

من منكنّ من لا يعرف الشهيدة الجزائرية الثائرة حسيبة بن بوعلي ، تلك الحرّة الفدائية التي ضحت بشبابها من أجل وطنها ودينها ، تلك الفتاة اليافعة التي انضمت في سن السابعة عشر إلى الثورة التحريرية ، تلك التي أنشأ مع رفاقها كتيبة للفدائيين ، تلك ممرضة التي تدعم المجاهدين بالمواد الكيميائية التي تستعمل في صناعة المتفجرات و ذلك من بأخذها من المستشفيات ، تلك القائدة التي قادت واحدة من كبرى ملاحم العصر والثورة الجزائرية بتفجيرها رفقة رفاقها معركة الجزائر ، تلك الشريفة التي يكتشف أمرها فتصر على الشهادة رفقة رفاقها حفاظا على كرامتها وشرف الجزائريات آنذاك و الخضوع للمستعمر الفرنسي ، تلك الشهيدة التي استشهدت و سورة الفاتحة تدوّي حي القصبة العتيق بل الجزائر كلّها .

كوني مثل الخنساء و الرياشي :

أمثلة البطلات في فلسطين كثيرة كثرة البطولات والشهادات التي يقدّمها هذا الشعب ضد الصهاينة الأنجاس ، لكّن قلّما ذكرت المرأة العربية ولم تسمع معها عن الحاجة مريم محمد يوسف محيسن ، الشهيرة بإسم خنساء فلسطين ،تلك داعية مربية ومجاهدة وشهيدة وأختر ما شئت فما وفيت ، تلك البطلة التي قدمت في سبيل الله أبنائها بالصرخة شاهدة مشهودة.... محمد.. نضال.. مؤمن.. وسام.. رواد.. أرضكم مدنسة وأنتم تنظرون، أريدكم منتصرين أو على الأعناق محمولين.... الخنساءٌ ورثت الكرامة والشجاعة لواحدة من بين حرائر هذا الزمن .

ورتثها إلى الاستشهادية ريم صالح الريّاشي التي الفدائية التي فجّرت نفسها في قوة صهيونية مخلفة مقتل 5 جنود صهاينة وجرح العشرات ، تلك البطلة التي جاهدت حتى في وصية استشهادها ولعلّ ابرز ما كتبته الشهيدة ريم

"أريد أن أشهد على من يسمون مثقفي هذه الأمة ونخبها، الذين تقوم قيامتهم ولا تقعد عندما يشير الحاكم بأصبعه فتنطلق ألسنتهم كألسنة العضاة يصل طولها إلى ثلاث أمثال طول جسمها ينهشون في لحوم المخلصين من أبناء الوطن الذين سولت لهم أنفسهم ذكر كلب كلب الحاكم بسوء،ثم تعود ألسنتهم إلى حلوقهم ليبتلعوها إذا أشار الحاكم إشارة أخرى . النخب التي ضاعت بين مداراة الحاكم وقول الحق ، بين حفظ النفس وحفظ الكرامة".

كوني مثل هؤلاء :

مثل تلك الباحثة والمخترعة التي قدمت للعالم عقار عشبي لعلاج مرض السرطان ، تلك العالمة التي حصلت على براءة اختراع من جامعة سويسرا وصار منتجوها مزكي من معظم المخابر الدولية ، تلك الرائعة التي فضلت خدمة بلادها وشعبها على الملايير والجنسيات التي عرضت عليها ، تلك الداعية التي بإنجازها دخل مئات الأشخاص الغربيين علماء و بسطاء إلى الإسلام ، تل هي الباحثة جميلة سويكي.

مثل المهندسة التي صممت مركز الرّياضات المائيّة لدورة الألعاب الأولمبيّة في لندن عام 2012. و صمّمت المتحف القومي للقرن الواحد والعشرين في إيطاليا بالإضافة إلى الملعب المخصّص للألعاب الأولمبيّة في طوكيو وإستاد الوكرة المكيّف المُعدّ لكأس العالم 2022 في قطر وغيرها الكثير من التّصميمات المعماريّة الشّهيرة، تلك الشخصية التي اخترتها مجلة التايمز كإحدى أكثر النساء تأثيرا ، فكوني أيتها العربية مثل المهندسة المعمارية العراقية الراحلة زهى حديد .

مثل تلك الناشطة والكاتبة التي وصفت بأنّها أكثر النساء ثورية ، تلك الشخصية التي نالت جائزة نوبل للسلام، تلك الناشطة التي تم اختيارها كإحدى سبع نساء أحدثن تغيرًا في العالم من قبل منظّمة “مراسلون بلا حدود”، تلك هي الناشطة اليمنية توكل كرمان .

مثل البروفيسور التي نالت أرفع جائزة للبحث العلمي في أمريكا، تلك الباحثة التي تمّ اختيار بحثها من بين 10,000 بحث علمي للفوز بجائزة الإبداع العلمي من أكبر منظّمة لدعم البحث العلمي في أمريكا ، تلك التي اكتشفت الفوتون ، تلك هي الجرّاحة السعودية غادة المطيري .

أيّتها المرأة العربية، أمّا ام أختا أم زوجة أم ابنة ، دكتورة أم طبيبة أم معلمة أم ممرضة أم سياسية ناشطة ، افتخري بهؤلاء ، فنحن نفتخر بك ، هؤلاء لم يروا في السنة يوما واحدا عيدا ، هؤلاء جعلوا من أيّامنا كلٍها عيد ، فكونوا مثلهم رجاءا ، كل عام والمرأة العربية سندا لقيام أوطاننا.


  • 3

   نشر في 08 مارس 2017 .

التعليقات

شيماء منذ 7 سنة
مقدمة جميلة لمقال أجمل بصياغة متينة وأفكار قيّمة, بوركت أخي الفاضل ومزيدا من الإبداع.
1
عبد القادر بن مسعود
شكرا على الإثراء اختي الغالية .. بالمناسبة كل عام وامهاتنا بألف خير

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا