من يملك حق تأليف الكتب ؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

من يملك حق تأليف الكتب ؟

  نشر في 09 ماي 2018 .

الإنجاز لا يقتصر على ترتيب بعض الجمل على ورقةٍ بيضاء وعرضها على رف -الأكثر مبيعًا-.

سبَقَ وأن طرحت مادة في احدى الصحف تتناول موضوع "اللغة العامية في الكتب" ومثلما اثارت هذه الموضة الجدل في المجتمعات العربية ، فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل يحق لنا مصادرة حق التأليف للأشخاص العاديين ؟ أو بمعنى أحرى لذوي الفكر والثقافة المتواضعيَن ؟

اختلفت وتنوعت وجهات النظر حول الإجابة على سؤالٍ كهذا ، فالبعض يميل للقول أنه من غير الممكن إيقاف ومنع الأشخاص ، وأن الكتابة والإصدار حقٌ للجميع دون استثناء ، والبعض الآخر يقف مضادًا ويقول أنه من الواجب على كل الجهات ذات العلاقة ، الحد من السماح من النشر كأمثال المشاهير وغير المتخصصين ، وفي الحقيقة أن منظور الثقافة ايضًا بات يختلف ، فآخر يقول أن الكتاب الفُلاني فارغٌ بلا معنى واخر يقول العكس.

وربما ليس أيّ من الفريقين على صواب بحكم أن كل فرد يحاول إثبات رأيه من زاويتهِ فحسب. لو تأملنا قليلًا انه ليس من العدل العمل بإحدى المناهج المذكورة ، وتحديدًا في الأمور الثقافية ، بل يلزم على دور النشر الوقوف وقفة محايدة ، والأخذ بتشجيع الكتّاب ونشر العلم ، وقياس أسس الثقافة من خلال معايير علمية موضوعية محددة ، فالجميع يملك حق الكتابة وبالمقابل الجميع يملك الحرية في صرف ماله على نوعية الكتب التي يراها جيدة وتناسبه. 

المنع والتهكم ليس حلًا مثاليًا ودائم الجدوى ، وإعتماد الديموقراطية الفكرية والإجتماعية توسّع من الفرص أمام الجميع وبنسب متساوية ، ومن غير المقبول ذلك التهجم الذي شُنّ على شخوص الكتّاب وليس على ما كتبوه ، فالهدف في الرؤية الجوهرية وليس في محاولة الاحتكاك ومعاداة الافراد لذواتهم وشخصنة المواقف حسب ما نجده من موضوعات متاحة.

غير انه لا يخفى ان الثقة في الكثير من دور النشر باتت مهزوزة ومتزعزعة ، بسبب ما احدثته من اهتمام كبير بالمادة دون مراعاة كافية بالعائد المعرفي والثقافي لافراد المجتمع. كذلك ينبغي على القارئ ان يمتلك مهارة نقدية فيما يستقبله من افكار واراء. فتنمية النقد بحد ذاته سيحدث فارقا عظيما ولن يصبح المجتمع مضطرا الى منع تأليف الكتب غير المجدية لانه سيحسن التعامل معها.

والافكار المسمومة تفوق في خطرها الأفكار التافهه ، بحيث ان الاولى لا تكون صريحة وواضحة وهي ما نطلق عليه المثل الشعبي "دس السم في العسل" ، و على عكس الثانية من السهل نقدها وابراز عيوبها ايا كانت ، و لو افترضنا بجعل كل ما يُنشر ويُقرأ ذات فائدة عظمى من منظورٍ واحدٍ ولاشخاصٍ معينين فحسب ، لما كانت الحاجة لنقد المحتوى ، ولتصنيف الرسالة. اليوم اصبح من السهل اصدار الكتب لكن التحدي الاقوى يكمن في اثراء المضمون معرفيا ، و على ذلك يستحسن التعاطي بانفتاحية اكثر تحديدا مع الجيل الجديد ، وفتح الأبواب للجميع دون ان يكون العُمْر حاكم قطعي ضد الامكانات التي تحاول إبراز نفسها.  


  • 6

  • نجّلاء .
    في كل مرةٍ أكتب، يُضيء مصباحًا بداخلي.
   نشر في 09 ماي 2018 .

التعليقات

Lamis Moussa Diab منذ 6 سنة
جميل تناولك لهذه القضية سيدتي الفاضلة، لكن أحب أن أشاركك فكري... أنا أبغض أي لغة سوى العربية الفُصحى في الكتابة ومع بغضي لا أملك سوى أن أقول "كذلك كنا من قبل" بمعنى أن ليس جميع من يكتب كتابة مبتذلة أو على غير المستوى يكون عن عمد.... فـمنهم من يكتب كـ كاتب مبتدء يتعتع قلمة ويهتز ويحاول ألا ييتوقف حتى يدربه على الصمود ويزيده خبرة.... بالطبع نتمنى أن نعيش في مدينة اليوتوبيا وأن نجد كل ما يسرنا مخطوط أمامنا لكن دعينا كاتبتي الجميلة أن نرأف بهم ونحنو على أقلامهم الناشئة حتى يشتد عودها وحينها أعدك أننا سنكون حازمين في الحكم عليهم.... شكرََا لكِ وشكرََا لعزة نفسك التي لا ترتضى سوى العلياء لـ لغتنا ورسالتنا العظيمة التي نحملها على عاتقنا متمثلة في شخبطات قلمنا.
3
جميل عزيزتي
1
تلك عزيزتي نجلاء ( اسم احبه كثيرا ....) هي بيت القصيد في مقالك القيم الرائع...
( لو افترضنا بجعل كل ما يُنشر ويُقرأ ذات فائدة عظمى من منظورٍ واحدٍ ولاشخاصٍ معينين فحسب ، ( هنا يكون التحيز المقيت الذي لا احبه كثيرا في بعض المنصات ) لما كانت الحاجة لنقد المحتوى ، ولتصنيف الرسالة)
لكى منى جزيل الشكر والتقدير على اختيار الموضوع
دام قلمك
كتبت مقال يحمل مضمون ما تفضلتى به نجلاء
مقالي بعنوان ( التحيز ....) يشرفنى اطلاعك الكريم عليه
2

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا