محاكمة اسما شريف منير

هكذا ظهرت السوشيال ميديا خلال يومين

و السبب هو اتهام اسما شريف منير لفضيلة الامام محمد متولي الشعراوي بالتطرف وانه صاحب نشر الفكر المتطرف وذلك في احد تعليقاتها او محادثتها او غيرها

نعم اخطات اسما شريف منير من الناحية الاجتماعية في شخص الامام الشعراوي رحمه الله

ونعم اخطات اسما عندما وضحت وجهة نظرها الفكرية في فكر وايدلوجية الامام الشعراوي رحمه الله فلا اعتقد انه مجالها او تخصصها

و الامام الشعراوي كلنا نحترمه ونقدره ونستمع ونقرأ اليه بل اعتقد ان قدر الله لهذا الرجل ان يحي الي عصرنا هذا لكان وضع لنا خطوطا عريضة نسير عليها في ظل هذا التخببط الفكري والاجتماعي والتشريعي

ولكن ،

من هي اسما شريف منير لتنتقد فكرة اسمها الشعراوي ولو انني اعلم ان كثير من المفكرين والشعراء والكتاب يختلفون مع فكر امامنا الجليل وامام الدعاة واعرف منهم اناس معرفة عن قرب فلهم ما يريدون لانفسهم فقط وليس للمجتمع

و ما هي مؤهلات اولئك الاشخاص لانتقاد هذا المنهج وهذا ليس بتقليلا من فكر وعلم احدهم ولكن ما هي المؤهلات

لا اعتقد انهم يمتلكون من المؤهلات تمنحهم هذا الشرف في انتقاد امام الدعاة

كل ما سبق اعتقد انه لا يختلف عليه الكثير

ولكن الذي اختلف عليه هو كيفية علاج مثل هذه الامور

كيف لنا ننتقد اسما شريف منير بنفس المنهج والفكر الذي استخدمته في الهجوم علي امام من امة الدعوة الاسلامية

كيف لنا نطالب مباشرة محاكمة مثل افكار اسما منير

يا سادة الفكرة لا تعالج الا بفكرة وليس بالمحاكم هكذا علمنا اسلامنا

كيف ننتقد اسما منير بطريقة لا تمت للاسلام بصلة

اذا كان رب الكون وخالق الخلق ومنزل الكتاب وخالق الانبياء والمرسلين ومعطي العلم لاهله يقول في محكم كتابه

من شاء فليؤمن ومن شاء فاليكفر

ولكم دينكم و لي دين

ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم اجمعين

وقول الله عز وجل كله في اصل الايمان بالاديان والاسلام

فما بالكم في اختلاف الفكر

فان محاكمة اسما منير لا فائدة منها

الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان وتوعية المجتمع والشباب هي الحل لانقاذ اجيال قد تؤمن بافكار اسما منير

فهل سيتم محاكمة اجيال ، بالطبع لا

اذا ما يحدث علي مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة لهذه القضية ينم علي ان هناك ايضا اجيال اصابها الضرر في الفكر

فان ما يحدث علي السوشيال ميديا يدل علي ان كثيرا من الناس لا تؤمن بان فضيلة الامام الشعراوي بشر قد يخطأ ويصيب ومعرض للانتقاد وهذا لا يعني التطاول ايضا علي علماء الامة

ولكن من المخول له بالانتقاد ومن المكلف بالحكم علي المنتقد ان يحاكم ام لا

داوو اسما شريف منير قبل ان تتفشي في مجتمع حائر فكريا

فان حوكمت اسما منير فايضا من العدل ان يحاكم من يسبها ويقذفها فهذا هو العدل في الاسلام ، اذا سنظل في محاكمات هنا وهناك وتضيع الافكار والمناهج بين قضبان السجون

وهنا انتصارا اخرا للصهيونية العالمية وهو تفكك المجتمعات الاسلامية فكريا وجهلها باصول شعائرها وشريعتها فنعم نحن نحترم ونقدر علمائنا ولكننا لن ننصبهم انبياء او رسل ونعصمهم من طبيعة البشر فلهم ما لنا وعليهم ما علينا ولكن بقدر منزلة كلا منهم علميا فنحن نحترمهم لا نؤمن بهم فنحن لا نؤمن الا بالله وحده لا شريك له وانبيائه ورسله وملزمون فقط بإطاعة الله ورسوله في الاصول الشرعية اما دنيانا فكما قال وصدق رسول الله صل الله عليه وسلم انتم ادرى بشئون دنياكم فاما العلماء نحترم علمهم ونقلهم للسنن والاحاديث وتفسيرها فقد يخطأوا او يصيبوا

و من الخطر علي الامة والدولة ان تجعل من قضايا علمائها مادة فيسبوكية يتراشقها من خلوا الافكار اساسا ، فهذه القضايا لها من يتوالها من المختصين حتي لا نصل الي مرحلة مستنقع الفوضى الفكرية وهناك دولا كثيرة وقعت في هذا المستنقع

فاليعرف كلا منا قدره فيما واين ومتي يحكم ويصدر احكاما فالكثير منا فقراء علما وعلميا الي الله فلا يصح ان ننشر فقرنا هذا بتلك الصور .

رحم الله امامنا وامام الدعاة فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي

رحم الله شباب الامة

ولا نقول الا ما يرضي ربنا

انا لله وانا اليه راجعون

ولا حول ولا قوة الا بالله

#محمد_كشك

الاسكندرية

٨ ربيع الاول ١٤٤١ هجري

الموافق

٥ نوفمبر ٢٠١٩ ميلادي