حرروا العبيد - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

حرروا العبيد

مقال

  نشر في 23 نونبر 2017 .

هنا على الورق , تخرج كلمات حماسية ؛ تقول أشياءاً ترتدى زى مدرس ثانوي مُخلِص , يحيا على مبادىء التفان و اتقان العلم , ويؤمن تمام الإيمان أنه بحرف هجاء تُبنى الأمم .

عندما أُمسِك بقلمي , و أعزم على كتابة "مقال" , فوراً أُبَدِل ملابسي , وأُلقي بجسدي فى زي يصرخ بالوقار , لا أعرف لماذا علي فعل ذلك التقليد العجيب ؟!

لماذا أتأنق كما مُدراء المدارس فى زمن قديم ؛ زينه الإحترام , وطرزته الجديه .

لماذا أجلس هكذا كمن عليه واجباً مُقَدساً لا ينبغي أن يُفلِته من بين يديه .

ولكي أُخرِس ما بداخلي من ثرثرة , وأُشبِع ما لديكم من فضولِ

دعونا نتفق على أن الكتابة عمل مُقَدس , فرض روحاني , وعقلي ؛ علينا تأديته بما يليق به لا بنا .

في مقالي هذا آمل ألا يصفني البعض بالهوجاء أو الطائشة , و آمل ألا يرانى "كبار الكتاب " كاتبة مُراهقة , تستطرد فى المقدمة , ويأخذها الجهل الى طريقه , فتظن نفسها تعلم كل شىء , وهى عبثاً أن تكون كذلك .

مَن أنا ؟ ومَن أنتم ؟

لا أُريد صِدقاً أن أقف كالساسة أصحاب الخُطَب الرنانة , وأُشير بيدي اليُمنى فى انفعال لا محل له من الإعراب , و لا أرغب جدياً فى تقليد مُذيعي التليفزيون عندما يطرحون على ضيوفهم أسئلة تُشبه تلك المطروحة فى الإذاعة المدرسية .

كل ما يعنينى الآن هو أن نفكر معاً , نفكر دون أن يقطع نزهتنا الفكرية فواصل فوضوية ؛ تنتشلنا من أرض التأمل الى أرض جدباء , كل مَن فيها أصنام , و لا يميز صنم عن صنم الا كتلته ووزنه .

وما الكارثة فى أن نفكر معاً ؟ وما الكارثة فى أن نفكر أصلاً ؟!

يحضرني عبارة لمُعَلمي فى المرحلة الإعدادية عندما كان يقول بأعلى صوته فى فضاء الفصل :

أمرنا الله بإعمال العقل .. أمرنا الله بإعمال العقل " , وكان يتبعها برصة مقولات , وعبارات , وأدلة نقلية وعقلية

الجميع يومىء برأسه توكيداً على صحة ورجاحة الرأي , التلاميذ لا يزالون صغاراً !

لا يعرفون شيئاً حقيقياً عن العقل وقدراته .

لكننى الآن , وبعد هذة السنوات , أستطيع أن أُنصِف موقفي أنا وخمسة من زميلاتي فى الصف , عندما كنا لا نومىء بالموافقة كإشارة للإقتناع والفهم .

ولماذا نومىء أصلاً ؟ ونحن لم نفهم بعد !

وكيف نُصَدِق أتباع منهج الحفظ , والصم دون أن يفقهوا حرفاً , ودون أن يُفَقهونا نحن .

لقد كان مُعَلمي يُكَرر كنجم مسرحي مُمِل : " إعمال العقل .. إعمال العقل " , الى أن التصقت عبارته بأذهان الصغار , دون أن يعرفوا كيف لهذا العقل أن يعمل " ؟!

أعلم أننا لم نَعُد نحيا بعصور الجاهلية , ومن المتفق عليه أن عصور الظلام قد وَلَت , و أصبحنا أكثر حداثة , وتفاعلاً , ويقظه

لكننى أيضاً لازلتُ أسأل كما البلهاء الراسبة فى مادة التاريخ , و أُحَملق بعين مجهرية فى طبقات مجتمعنا وفئاته , أنظر اليه كما لو كنت لم أره من قبل , مجتمع زارته ثورات عدة ؛ خرج معها ولها

أتته قوة سياسية عدة ,أيدها واختلف معها , رضى بها , وثار عليها .

مجتمع لا زال يتنفس رغم تلوث الهواء !

أين هو من ذاته ؟

وحتى لا يسير حديثى على منوال الناصحين , وحتى لا أبدو مًصلِحة أو ثائرة لا تزال تتخبط

دعونا نكتفي فى هذا المقال من سلسلة مقالاتي القادمة "حرروا العبيد " فقط بأن نُفَكِر !

دعونا نأمر ذواتنا بأن تُفَكِر , و أنا معكم , أعدكم بأن أُفَكِر

أعدكم فى هذة اللحظة الهاربة من الروتين , ورتابة الزمن أن أُفَكِر

لا لن آخذ الأمور على عِلاتها , لن أفهم القضايا كما يُريدون لي أن أفهم

لن أُجيب دائماً ب "نعم " , سيكون ل "لا" نصيب فى الرد

لن أنظر لمرآتي نظرتي الخالية من أى تعبير

سأتمرد على تلك النظرة , من المؤكد أن كل يوم يأتينا يحمل الينا نظرة جديدة للحياة !

ولنكتفي الآن فقط بأن نُفَكِر معاً , و لا تنسوا أن تسئلوا أنفسكم :

ما الكارثة فى أن نُفَكِر أصلاً " ؟؟



  • أميرة الوصيف
    كاتبة قصة ورواية صدر لي : هؤلاء لا يأكلون الشوكولاتة .. منشورات عاطفية - السيدة سوزان وأخواتها
   نشر في 23 نونبر 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا