إقْتَنَعَ بِوِصَالِهَا لَكِنَّهَا لَمْ تَقْتَنِعْ بِخِصَالِهُ الأَرْبَعَةُ الشَّوْقُ وَالحُبُّ وَالأَمَل وَالاِحْتِوَاء بَادَرَ بِالأَوَّلِ وَوَعْدِهَا بالثاني وَوَضَعَ الأَمَلَ فِي مِيزَانِهَا وَالرَّابِعُ كَانَ لَهَا، لَمْ تُصَدِّقْهُ، لَكِنَّهَا وَافَقَتْ لِأَنَّهَا تُحِبُّهُ بِرَغْمِ اِخْتِفَاءِ الأَثَرِ الَّتِي تَقْتَضِيه،
أَنَّهَا مُغَامَرَةٌ كَمَا تَقُول ، وَضَعَت الأَيَّامُ طُرقها وانطَلَقَت وَبَقِيَت الأَربَعَةَ تَتَأَثَّرُ وَاحِدًا بَعدَ الآخَرِ، حَتَّى وصل الاِحْتِوَاء وَهُوَ الرَّابِعُ حِينَ جَاءَت الحَيَاةُ وَوَضَعَتْهَا عَلَى كُرْسِيِّ الَّذِي يَتَحَرك بِيَدَيهَا
هكذا الحَيَاة تَنْطَلِقُ بعناد البَشَر وَحَوَافِرِهِم العَقليَةَ الَّتِي تتَمَيز بِالرَّأْي المُحَدد اِفْتِقَارًا لِلخِبْرَة وَنَتَائِج القَرار، حِينَ تَمْضِي الأَيَّامُ وَيَتَجَدَّدُ الفِكْر وَتَنتَهي الفِكْرَة وتضيئ البَصِيرَة بِجَمِيعِ أوتَارِهَا وَيَنْتَهِي اللقاءُ بِلَا لِقَاءٍ.. وفي الظَّرفِ والظَّرْفِ تبدَأُ الأَنوَارُ بِأَشِعَّتِهَا تَحتوِي الجَمِيعُ لَكِنَّهَا لَا تتحَطَّمُ أَمَامَ الأنسان المُتَجَدِّدُ، أَدرَاكًا مِنه بِأَنَّ الحَقِيقَةَ قَادِمَةً وَالظِّلُّ يَبقى كمَا هو يَفعلُ فِعلَهُ يَكبر أَو يَصغر أَمامَ انعِكَاسِ الضَّوءِ.. وَتِلكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَينَ النَّاسِ حِينَ يَشِيخُ الجَسَدُ وَيَسترخِي العَقلُ وَيَذهَبُ كلٌ إلَى دَارٍ أُخرَى تحتوِي أَيامُ عُمره البَاقِيَة حتى يأن الجَسَدُ وَيَقِفُ ذَلِكَ القَلب المُتعِب... أنه الرَّحِيل
-
فؤاد الجشياقرأ وأكتب لي كتاب واحد أسمه عندما تغني الروح