13
ماما سعد، اعتنِ بأختك بدور لنتمشّى أنا وأبوك قليلا.
- حسنا، سنتفرّج على الدّببة الثّلاثة، أو سبونج بوب.
- أو كلارنس أو العرض العاديّ، وليس بن تن.
كان عليهم أن يصنّفوا هذا الكارتون مع أفلام الرّعب!
ليت شعري لماذا تمّ تشفير قناة براعم؟!
أينقصكم أموال والحال أنّ ثرواتكم الطّبيعيّة لكم ولا تتعرّض للسّرقة؟!
ثمّ ألم تعلموا أنّ هناك من أحاطت به الظّروف ولا يستطيع الدّفع لقناة تلفزيونيّة؟!
- أمّ سعد، منذ حين وأنا أنتظرك في الفناء، أسرعي...
- حالا.
- نسيت كمامتي على الطّاولة، أحضريها رجاء.
- سأجلب لك أخرى جديدة، تلك تهلهلت فرميتها في سلّة المهملات.
- الشّارع مظلم، مصابيح الأعمدة احترقت منذ عامين ولم يتمّ استبدالها، أين دائرة الكهرباء؟!
حتى أمّ إيناس مصباحهم طافئ!
- التّذمّر لا يجدي نفعا، علينا أن نراجع الدائرة ونقدّم طلبا لإنارة شارعنا.
- وهل تظنّينهم يجيبون؟!
- وهل قمنا بتقديم الطّلب لنرى؟!
- عليهم أن يقوموا بواجبهم دون أن تعطّل النّاس أعمالها لتقدّم الطّلبات.
- يا فؤاد يا عزيزي، وكأنّك تعيش في هولندا، أو في سويسرا أو في الإمارات!
هنا المحمّرة يا حبيبي.
8-4-2021
14
ذهبت أمّ سعد البارحة برفقة أبي سعد والأطفال لزيارة أهلها، منذ شهر وهي لم تزرهم، قبل جائحة كورونا كانت تزورهم كلّ أسبوع مرّة.
بعد أن جلسوا، جاءت أختها مع زوجها وأطفالها دون تنسيق سابق!
وركنوا سيّارتهم (البيجو ٢٠٧) أمام الباب.
وعبس أبو سعد، ليس خوفا من الفيروس، لكنّه لا يرتاح لعديله!
يقول إنّه غير ملتزم!
وتارة يذهب أبعد من هذا فيتّهمه بالنفاق!
ولهذا طلب من أمّ سعد أن يغادروا.
فاستجابت له وخرجوا بدرّاجتهم النارية.
- لم نجلس إلّا خمسين دقيقة!
- ألم تري أطفاله كيف يتراطنون فيما بينهم وقد نسوا لغتهم العربيّة تماما؟!
- بلى، وهذا من شأنهم؛ لماذا تحرق بأعصابك؟!
- هذا من شأنهم؟! هو يسلخ أسرة كاملة من مجتمعنا، هي وأجيالها الذين سوف يولدون، ألا تعتبرين هذه مأساة؟!
ثمّ ألم تتذكّري عندما احتجّ الناس على ملوحة المياه كيف ارتدى زيه الكاكي ووقف في الصفّ المقابل يصدّ النّاس العطاشى؟!
- ذلك لأنّ دائرتهم أجبرته على الحضور وتهدئة الناس.
- أجبرته؟!
هذا تبرير ليس إلّا.
التحق بهم حتّى يُضاف إلى راتبه مليونا ريال لا أكثر!
- يا حبيبي يا أبا سعد، دعنا من المواضيع التي تنغّص علينا حياتنا، فلدينا ما يكفينا.
طيّب، أعلنُ ختام الاستياء والملامة والتعنيف.
15-4-2021
15
عند رجوعه إلى البيت أوقفته الشرطة...
- هات رخصتك.
- تفضّل.
- وبطاقة الدرّاجة.
- هذه هي.
- وتأمين الدرّاجة؟
- لقد جدّدتُ تأمينها قبل شهر، تفضّل هذه ورقة التأمين.
- ترجّل.
- لماذا؟! مستنداتي ليست ناقصة!
- لم تكن ترتدي الخوذة.
- ولكنّي أحملها معي ونزعتها للتو.
- درّاجتك ستُنقل إلى الموقف.
- يا رجل، عدم ارتداء الخوذة لدقائق ليس جرما، وإن كان فعليه غرامة، وأنا مستعدّ لدفعها.
- كلّا، الدرّاجة يجب أن تُنقل.
- جئت متأخرا أبا سعد، الغداء برد!
- سرقوا درّاجتي فرجعت مشيا.
- وامصيبتاه، كيف سرقوها؟!
- نقلتها الشّرطة إلى الموقف، وهذا يعني عليّ أن أعطّل عملي شهرا وأراجع المباحث والدوائر العسكرية كلّ يوم، وأنتِ تعرفين أنّهم لا يحترمون الناس. ولهذا سأستغني عنها.
- لا تقلها يا أبا سعد، سعر الدرّاجة بلغ المئة مليون ريال!
- ألم تسمعي بأبي أسامة عندما نقلوا درّاجته إلى الموقف بحجج واهية، فركض أسبوعين ولم يستطع استردادها؟!
ثمّ بعد مدّة باعتها شرطة المباحث مع العشرات من الدرّاجات الأخرى بالمزاد.
- يا للهول، علينا أن نستعدّ للمشي واستقلال سيّارات الإسنب بعد الآن.
22-4-2021
سعيد مقدم أبو شروق
الأهواز
-
سعيد مقدم أبو شروقسعيد مقدم أبو شروق مدرس فرع رياضيات أسكن في الأهواز أحب القراءة والكتابة، نشر لي كتاب قصص قصيرة جدا.