تتعلق بالحياة ، تحاول ممارستها ولو قسراً ، تجبر فيك عالابتسام ، عالضحك الصاخب ،تلتقط الكثير من الصور ومازلت مبتسماً ؛لتقنع نفسك ومن حولك أنك بخير ، لكن لاشئ : فصدى الضحكات ليس نابعاً من موطنه الحقيقي .
ربما لن يروا مابداخلك ولكنك تسمع صوت الدماء التي تنز من عروقك ومن عروق وقلوب من نزف على قوارع الطرق بكل العالم ، ثم بعد هذه الرحلة الطويلة يستقر في القلب .
عند كل مصاب ، ترهق نفسياً وجسديا ، تعاني ( وأنا لاأكتب لأخبرك أنني أعاني بالمناسبة ولاأكتب لأجبرك على احترامي لارتدائي ثوب الإنسانية الفضفاض .) حتى أنك آثرت سلامك النفسي لمااتشح العالم كله بلون الدماء الأحمر ! و قررت الانقطاع عن متابعة نشرات الأخبار والعبث بمحركات البحث ؛ كي لاترهق ولا تكره وجودك في هذه الحياة أكثر ، أنانيُ أنت بلاشك
قررت أن تصم أذنيك بأصابعك كقوم نوح ،فلقد اعتدت الوجع ، اعتدت الكوارث ، اعتدت الصمت ولكن أبداً لم تعتد المشاهدة والاستمرار ، عالق أنت في مكان ما بين الجميع .
أنا لاأدري ولكن أصيبت معاييرك في مقتل ، تزعزعت ثقتك بمن حولك ، تزعزعت ثقتك بماترى حقيقة ومالاترى ، أنت تعرف أشخاص لايعنيهم شئ لكنهم يتباكون ويحاولون المتاجرة بالدم وبكل شئ ،لاتقف عندهم الحقيقة ولكن يتبادر إلى ذهنك ألف سؤال وأولهم : كيف لاتشعرون بالمأساة ، كيف تكونون كنابشي القبور من أجل قماش الكفن وهو أبسط حقوق المتوفى .
ليس لي الحق في تصنيف التعاطف ولاتصنيف من يتعاطف ولاكيف يتعاطف ولكن تعبك الحقيقي من زيف التعاطف .
حلب تحترق وآلاف الأرواح صعدت إلى خالقها ولاشئ جديد
تتخيل طفلا هناك يصرخ بكل الأسئلة الممكنة : لماذا .... كيف .... متى ..... أين ... من ....
أسئلة مشروعة ستظل تطارده وستظل بلاإجابة ، ستطارده الحرائق وأصوات الانفجارات و سيطوقه الصمت ووجوه من رحلوا دون وداع .
هل سيؤمن بمايسمى العائلة أو الوطن العربي ، كيف سيؤمن بمن لم يحرك ساكنا لنصرته ، حين يكبر_كبر قبل الأوان _ سيعلم أن عالمه العربي في سبات أهل الكهف وأن هناك حقراء يتاجرون به ويحاولون إثبات أنهم أفضل حالا من معاناته ومن جراحاته
(مش أحسن مانكون زي سوريا والعراق ) أعتذر عالاستشهاد من الاعلام بهذه الجملة .
سيعلم أيضا أن مئات الصور التقطت لعالمه وهو ينتفض لأحداث باريس وبروكسل وأن حكامه ساروا في مسيرة ! فعذراً ياصغيري
تخبو صورة الطفل في خيالك ، وتبحث عن الحكمة فيما يحدث ، عن العدالة ، عن الإنسانية ، عن الدماء ، وعن الحكايات التي لن تكتمل وتضعها في خططك أن تتخيل ماحدث وتكتب ، أن تعطي الحياة ولوحتى بين دفتي كتاب لمن مات عدوانا ً
تحاول لملمة شتات نفسك لتنتظر الصفعة الأخرى التي سترهقك وتبكيك
-
هبه هيكلأكتب لأبقى ، لأعبر عما أعايشه ، وماأشعر به من مشاعر الآخرين ، أرقبها وأنزفها على الأوراق ، أبحث عن الأمل ، وأحاول الاحتفاظ بسلامي الداخلي في هذا العالم الدامي .
التعليقات
الثورة السورية ما دفعته سيكون ثمن لحياة افضل لوطن عربي بلا انظمة عرقية