" الأم مدرسة، اذا اعددتها اعددت شعب طيب الأعراق" ذلك البيت الشعري الذي كتبه الشاعر "حافظ إبراهيم" و الذي يحمل معاني كثيرة لا ينبغي علينا أن نغفلها ابداً؛ فأساس التربية يأتي من عند الأم فهي أول من يعرفه الإنسان في حياته.
فمنذ بداية الحضارة المصرية القديمة و الأم لها دور كبير و أساسي في حياة أطفالها؛ فهي من تقوم بتربيتهم على الأسس و الأخلاق، و هي التي تساعدهم في مذاكرة دروسهم، و هي من تقوم بتعليمهم بعض الحرف، و هي المسئولة عن إدارة المنزل.
و بمرور العصور و القرون و مع التطور الفكري و الانفتاح، أصبح لكل عصر قواعده و قوانينه التربوية.
و بدأ يظهر علماء النفس و بدأوا ينصحون الآباء و الأمهات بكيفية تربية الأبناء تربية أخلاقية سليمة و في نفس الوقت المحافظة على بناء شخصيتهم و هي ما عُرفت ب "التربية الحديثة".
و مع ظهور التربية الحديثة أصبح هناك صراعات و فجوات بين الأجداد و أبنائهم و أحفادهم، و كانت تلك التربية غير مفهومة و مثيرة للجدل بالنسبة للأجداد الذين يتمسكون بمعايير و أفكار مختلفة عن التربية.
و لكن مع مرور الوقت بدأ البعض يتقبل التربية الحديثة و بدأوا يكتشفون أنها تربية مفيدة و تصب في مصلحة الأبناء.
إلي أن ظهر في السنوات الأخيرة نوع تربية جديد، تربية أحدث من التربية الحديثة!
ففي السنوات الأخيرة بدأت بعض الأمهات في نشر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي و في ما يُعرف ب"جروبات الماميز" يشتكون فيها من كم المجهود الذي يبذلونه مع أولادهن، و يشتكون من مساعدتهم لأبنائهن في مذاكرة دروسهم و تنفيذ أنشطتهم المدرسية و كانت جملتهم الشهيرة "أنا خلصت تعليم من زمان".
و لم ينتهي الأمر عند مواقع التواصل الاجتماعي بل بدأت بعض الأمهات بالقيام ببعض الاتصالات الهاتفية في البرامج و هن يتحدثن عن نفس الأمر و عن معاناتهن مع أبنائهن و عن كم الضغط العصبي و النفسي الذي تتعرض له الأم عند القيام بدورها كأم.
و هنا تكمن الكارثة؛ فإذا كان مبدأ التربية في هذا العصر هو "عدم التربية" ففي خلال سنوات قصيرة سيصبح المجتمع أشبه بالغابة.
فإذا كانت موضة أمهات هذا العصر هي إنجاب الأطفال دون تحمل مسئوليتهم، و دون الرغبة في تربيتهم و بذل الجهد معهم فلماذا ستكون الجنة تحت أقدامهن؟!
-
آلاء نشأتلمتابعة موقعي الرسمي على انستجرام يُرجى الضغط على علامة الكرة الأرضية