الاختلاف و التقبّل!
التقبّل .. القناعة .. الرضا ... سمّها كما شئت .. ربما كل كلمة تأخذ منحنى مختلف .. لكن في النهاية تصب في مجرى واحد .. وهو أن نقنع ونرضى ونتقبّل أنفسنا و الحياة والأشياء و كل ما يحدث و الآخرين
فالقناعة في شتّى مفاهيمها إن آمنت بها تقودك إلى الرضا و التقبّل
فيمكن أن تقنع بنفسك .. ويمكن أن تقنع بغيرك .. ويمكن أن تقنع بالاختلاف الأبدي بينك وبين الآخرين .. وهذا ما أتحدث عنه
أن تقتنع بأنه لابد من أن يكون هناك اختلاف بين البشر حتى تستمر الحياة وأن تتقبله بجميع أوجهه ما يعجبك منه وما لا يعجبك
ولاشك أن حتى تقبّلنا للآخرين مرتبط بتقبّلنا الكامل لذواتنا .. هكذا نعود للنقطة نفسها .. مدى ترابط تلك المعاني
التقبّل .. أو ثقافة التقبل .. تقبل الآخرين و تقبل النفس .. تقبّل الاختلاف من الجميع .. تقبّل أن هناك فكر يختلف عن فكرنا من جذوره و فكر يختلف ببعض أشياء وفكر يشابهه .. تقبّل أن العقول ليست كلها واحدة و أن النظرات للأشياء لا تمر بنفس الطريق و أن ليست كل الرؤوس تحلل الأشياء بالطريقة ذاتها
تقبّل النشئات المختلفة و المجتمعات المختلفة و التربيات المختلفة التي كوّنت الفكر والعقول .. مهما كانت و كيفما كانت
وحين يتمّكن الإنسان في أعماقه أن يتّقبل اختلاف الآخر شاء ما كان .. فقد وصل إلى مكانة سامية مع ذاته وتصالح معها و أَحَبّها ..
والأمران مترابطان
بقدر تصالح الإنسان مع ذاته و تقبّلها .. بكل أفكارها وإيمانها ومبادئها .. وتقبّل شخصيته .. بعيوبها و أخطائها .. بقدر مراعاته للآخرين .. وتقبّله لحتمية اختلافهم ..
فقبولك لنفسك كإنسان معرّض للخطأ وللصواب .. سيعطيك صك الغفران لنفسك ولأخطائك .. والأمر ذاته ينطبق مع الآخرين .. فتقبّلك لجميع الناس بكل اختلافاتهم وأفكارهم التي ربما لا تعجبك أو تراها غريبة أو حتى تعدّها خطأ من وجهة نظرك .. يعطيك طريق واسع لتعامل مريح معهم بعيد عن محاولتك بجعلهم نسخة عنك.
الله خلق الاختلاف بين البشر ولا يمكن لأحد تغيير ذلك
-
NourDreamer