هكذا تبدو لى!!!!!

تبدو برهة من الزمن لاتراها ولا تحس بها

انها ومضة لها بريقٌ فى داخلك

تنقلك من زمن الى زمن اخر لا يشعر به الا من لمح طيف  هذه الومضة بداخل ذاكرته

انه ذلك الزمن بداخلك الذى تتقلب فيه الايام بين جوارحك

ذلك الزمن الذى يفصل بينك وبينه هى تلك البرهة بومضتها فى مخيلة عقلك

ولكن اليس هذا غريبا !

كيف يمكن للمرء ان يعيش بزمنين

سندع الآن كل القوانين جانبا وننطلق فى عالم حر لا تحكمه قوانين او يسيطر عليه زمن

ولنبدأ بتلك البرهة

تلك البرهة التى تغمض فيها عينيك عندما يعتريك احساس بالحنين الى شىء له ذكريات وصور ومعانى بداخلك

هنا وفى لحظة تاخذك تلك البرهة بومضتها البراقة من زمن الى زمن اخر فتنتقل  الى واقع ذاكرتك وباطنك

انه الواقع الذى يقبع فيه ماضيك ، واقع له زمن اخر  وشعور اخر وعالم اخر

وها انا ذا  فى هذا الواقع اعيش بين معالم تلك الذكرى  واراها فى واقع الماضى

نعم اراها

اراها لحظة يفارقنى فيها قلبى وارانى بلا قلب

اشعر وكاننى اغوص فى اعماقى وابحر الى زمن بعيد لا مكان له بين معالم الواقع

انها لحظة تحكى معانى الفراق وتصف احساسه ، بمجرد ان تنقضى ينقبض القلب بعدها ويعيش فى اوجاع انقباضته دهورا

فيبقى المرء بعد ذلك فى سفره وكان تلك البرهة قد توقف زمنها واصبحت زمنا لا ينتهى بمعاناته وأناته

انه سفر يضم كل اطياف الفقدان والمعاناه ويحكى تلك المشاعر التى توجد فى زمن المعانى

شعور فريد وقاسى يعترى كل جوارحك ، لا تستطيع ان تعطيه وصفا دقيقا بكلماتك

هذا الشعور الذى يقف الكل حائرا عنده وكانه قد فقد شيئا فى ذاته فاختل ماضيه وحاضره

ولا يملك سوى ان يعيش رحالةً بين زمنين كلما اجهده احدهما ارتحل منه الى الزمن الآخر  وهو ينشد الاستقرار بذاته

ما اقسى هذا وما اشد معاناته !!

انه السفر فى بحر الذات والحياة بين معالم وجود اخر يبعد كل البعد عن وجودنا