رغم انك تصلي لله في المسجد ... أنت كافر
عن رواية "آخر فكرة ... قبل تفجير حزامي الناسف"
نشر في 22 يونيو 2016 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
رغم انك تصلي لله في المسجد ... أنت كافر ، فكر إرهابي ينتهجه مجموعة متشددين تشبعوا بالفكر الجهادي لدرجة أنهم صاروا يكفرون حتى المسلمين الساجدين بالمساجد ، و يرون أنهم يستحقون الموت عقابا لكفرهم ، مثواهم جهنم و بئس المصير ، و قتلهم يعتبر شهادة في سبيل الله يجزى صاحبها بالجنة و الحور العين ... !
لا يوجد تفسير لهذا الفكر الإرهابي الخاطئ سوى أن صاحبه يعاني من اضطرابات نفسية جعلته يلغي العقل و المنطق ، و يصدق أنه فعلا في الطريق الصحيح ، و ما يفعل يرضي الله و رسوله ! ... ، بل و ينصب نفسه مدافعا عن الله و رسوله ، و ناشرا لاسلام الحق ! ، و يصنف الناس لكفرة و مرتدين و زنادقة ، و مذنبين يحق فيهم الجلد و القصاص و قطع اليد .
لقد أصبح الأمر عاديا بقوة ما تداول و تعايش معه العالم ، و استنكره و حاربه بالسلاح ، لكنه ليس عاديا أبدا لضحاياه ، للذين عذبوا ، و جلدوا و قطعت أيديهم ، و للبنات المغتصبات ، و اللواتي فرض عليهن الخمار و زوجن في طفولتهن ، إضافة للذين قتلوا بحكم أنهم كفار و مرتدين ... ، ليس عاديا أبدا أن تقف أمام شخص يحمل السلاح في وجهك و يسألك هل أنت مع الدولة الإسلامية ، لتقف أمام خيارين لا ثالث لهما ، الموت أو الطاعة ، و كلهما في الحقيقة موت بشكل مختلف ، فالطاعة لأمر دون تقبله ، هو موت لروح في جسد صاحبها
ما الحل إذن ... ؟ ، سؤال تجيب عليه الدول بالرصاص و القصف العنيف على مواقع تجمع الإرهابيين في ليبيا و سوريا و العراق ، لكن ذلك ليس حلا جذريا للمسألة ، لأن قتل الأجساد لن يؤذي لقتل الأفكار ، فحتى لو كان تضييق الخناق على الأرض إلا أن الأفكار باقية و تتمدد لتصل إلى شباب يعتبرون ضحايا لافكار و معتقدات خاطئة ستجعلهم يأمنون أن من الواجب عليهم تفخيخ انفسهم ليقتلو الكفار و يفوزوا بالجنة .
الحل الأنسب و الوحيد هو إعادة النظر في الفكر الديني و تفسير الأيات و الأحاديث و شرح الغزوات و أسبابها و نتائجها بشكل مفصل ، يجب أن ينتفض الإعلام بكل أجناسه ، و المبدعون في كل المجالات ، و الجهات الدينية لتصحيح ما يمكن تصحيحه ، و تدارك ما يمكن تداركه ، و الحد من إنتشار و تأثير ذلك الفكر الفيروسي الخاطئ الذي يدمر البشرية على كوكب الأرض .
- يوسف غريب -
لتحميل رواية " آخر فكرة ... قبل تفجير حزامي الناسف " :