اطفالا كنا، نمتلك حرية محدودة للعب على ضفة النهر وسط تخويف الاهل المستمر بوحش الماء وقصص الاطفال الذين جرفهم مجرى النهر العنيد والمرأة المجنونة التي تقطع طريق الضفة وسط اشجار المشمش الكثيفة "تأكل الاطفال" هكذا قال لنا الكبار ، لكنهم يبالغون فهي ترميهم بالاحجار في اقصى حالات هيجانها الجنوني.
نجهل كل شيء عن الضفة الثانية غير مانسمع من اصوات تعلمنا ان فيها اطفالا ونساء وصوت الرجل المتجول الذي ينادي " بيض - دجاج" ، لم نكن نعلم هل كان يبيع ام يشتري؟
مرت السنين كالسحاب وصوت ذالك الرجل يتردد بتباعد ثم اختفى ، واحتشد الناس ذات يوم امام مكتب الجوازات للحصول على جواز سفر وتأشيرة للعبور الى الضفة الثانيه وهم يحلمون بزيارة اقارب او تجارة دينية او دنيوية ، كنت معهم احلم نفس احلامهم ولكن كان عندي حلم اخر وهو رؤية ذلك الرجل في الضفة المقابله وهل كان يبيع ام يشتري؟
عبرنا الى الضفة الثانية ولاخبر عن الرجل وصوته الشجي ، ولكن علمنا ان في الضفة الثانية دولة هي عاشر دول العالم بانتاج " البيض - والدجاج".
عبدالله العلي/22/11/2017