((كان الزمن مفتوحا ,وكذلك المكان. لا شيء يفصل الناس عن بعضهم, فالناس واحد في الكل , لا اسرار بينهم, لاوجود لعوائق تفصل الفضاءات , ولا فاصل بين الأرض والسماء))

البدايات

عندما اقتنيت المجموعة القصصية الأولى للكاتب برهان المفتي كنت ابحث عن التميز عن شيء مختلف يعيد الي شغفي بالقصص القصيرة ,لا جد بين يدي مجموعة قصصية كتبت برمزية حققت انتقاله كبيرة للقصة القصير الحديثة شأنها شأن القصة العالمية  ,ولما كانت الرمزية لغة ابداعية لا يجيدها سوى الموهوبين بالفطرة ثم بالممارسة شأنها شأن الاعمال الابداعية الاخرى التي تتطلب الموهبة والحس الابداعي والممارسة التي عاشها الكاتب من خلال رسوماته الكاريكاتورية ساهمت بصورة كبيرة بإخراج هذا العمل المتميز .

الكتابة بالرمز هي وسيلة لإدراك الجمال وصنع شيء مختلف عن المألوف والخروج من حدوده المعروفة وقد ادرك الكاتب حدود جمال في الألم وتعبيره عن طبيعة الأنسان وجدنا مدينة من زجاج وطبل حروب مزروع وكثير من الرموز في هذه المجموعة القصصية , أحساس بالأبداع يجعلك تطفو مع هذه الكلمات كنت أرى كل قصة بشخوصها وابطالها بأحداثها كانت ترتسم امامي الأماكن وكأنها حقيقة كنت اعرف كل رمز من رموز القصص واعلم اني عشتها او شاهدتها وانها عبرت عما بداخلي بصورة او أخرى , من أشهر كتاب الرمزية في الأدب العربي، نجيب محفوظ في كتاباته في «المرايا» عكس من خلالها تاريخاً لمجريات الأحداث سياسيا واجتماعيا وحوادث ما بعد النكسة، واستدعى تاريخياً شخصيات من الخيال ولكنها موجودة بالواقع، وفى مجال التحليل النفسي، تصور كلا من سيغموند فرويد وكارل يونغ بأن الرموز ليست من العقل، بل نابعة من قدرة العقل على استيعابه  وهذا امر سنجده متميز في هذه المجموعة فقد صور لنا احداث مر بها كل بيت عراقي .

كان الراوي يتراوح بين الراوي المنفرد الذي يصف احداث مر بها او الراوي بصيغة المجموع والتي تعبر احداث مفصلية اثرت بالمجتمع الذي يتحدث عنها الرواة .

لا اجد وصف ابدع من الذي وصفه الكاتب نفسه وهي قصص قصيرة تحاول الهروب

#كذلك

#برهان_المفتي