"لا شئ صعب علي الشباب " ـــ هكذا يقول سقراط ـــ

حقاً فبهم تبنى الأمم والحضارات، وتصنع المعجزات والثورات، ويتغير العالم للأفضل..

فمنذ حوالي أربع شهور ألغت الصين _البلد التي تحتوي على خمس سكان العالم_ سياسة أنجاب الطفل الواحد؛ لحاجتها إلى الشباب.

سنتكلم اليوم عن شبابُنا العربي....

الذين قال عنهم أحمد شوقي:

قالوا: أنظم للشباب تحـيـة تبقى على جيد الزمان قصيدا؟

قلت: الشباب أتم عقد مآثـر من أن أزيدهم الثناء عقـودا

قبلت جهودهم البلاد، وقبلت تاجا على هاماتهم معقــودا...

ويقول تقرير التنمية الأنسانية العربية لعام 2002 أن "رأس المال البشري والأجتماعي يسهم بما لايقل عن 64% من أداء النمو"

وهذا يوضح أن الأنسان _خاصة الشباب بطاقتهم الحيوية المتجددة_ هو السبب الرئيسي في نمو المجتمعات...

وفي نفس التقرير إذا اهتممنا به ، نجد أنه يغير لدينا مفهوم التنمية والأنسان فيعرف التنمية على

" أنها تنمية الناس، ومن قبل الناس، ومن أجل الناس "

أن أوطننا العربية لا تحاول علاج أنفسها _بل تحرم الكشف علي أمراضها_ فتعتبر شبابها الكثير عبْ عليها ، فتقتل الكثير من الأفكار بداخل شباب هذه الأوطان  _إلا_ أن هناك شباب يزيحون هذه الأمراض ويصنعون أحلامهم ، ويحققون أهدافهم بأيديهم.

لنأتي بأمثلة ممن لم يجعلوا من الوضع السئ الذي تمر به أوطننا العربية حاجز في تحقيق أحلامهم والوصول إلى مرادهم..

شخصيات عربية لا تعرف معني الأستسلام:

1-مصطفي حمدان الشاب المصري البالغ من العمر 25 عاماً

بدأ في تحقيق فكرته منذ أن شاهدها في فيلم وثائقي لإعادة تدوير النفايات، فبدأها بمنزله في طنطا منذ أكثر من خمس سنوات، ونتيجة لأنه مازال طالب ولم يؤدى الخدمة العسكرية كانت القوانين تمنعه كثيراً من السفر، فكان يسافر في أجازة كل عام يحاول أن ينجز مهامه في هذه الفترة القصيرة، وانشاء شركته التي سماها "Recyclobekia" نسبة إلى الكلمتين المصريتين القديمتين "روبا بيكيا" وتعني الأشياء القديمة، وأصبحت شركته واحدة من الشركات الأولى في الشرق الأوسط لإعادة تدوير النفايات،

– ولكن للأسف تسببت سوء الاحوال السياسية في مصر إلى فشل إسثتماراته - مع شركات كبرى منها شركة ألمانية، إلى أنه لم يستسلم وعقد شراكة مع موقع جوميا "تنص على أن يعطيه الناس النفايات مقابل خصومات في شراء المنتجات"

2-ناجي أبو نوار:

المخرج الحاصل على جائـزة أفضــل مخرج في مهرجان فينسيا السينمائي، نتيجة العرض العالمي الأول لفيلمه ذيب المرشح لجائزة أوسكار...

هذا الفيلم قابلته الكثير من المشاكل مثل التمويل والرعاة ولكن ناجي أبو نوار كعادة الشباب العربي الذين لا يستسلمون بسهولة، بل يصنعون أحلامهم بعقولهم، ويحققونها بأيديهم، فنتيجة الجهد المبذول ساعده رجل أعمال أردني ومنتج بريطاني.

عندما نتحدث عن ناجي أبو نوار أو عن فيلم ذيب لا نتحدث عن شخصيه عربية أو أردنية واحدة، بل نتحدث عن مجموعة من الشخصيات العربية المبدعة، وهم من قاموا بتمثيل هذا الفيلم فمن قاموا بتجسيد الشخصيات في هذا الفيلم هم أناسُ من المنطقة البدوية وليس نجوم سينمائين عالميين.

3-آمنة النويس

المخرجة الإماراتية الشابة البالغة من العمر 26عاماً والحاصلة علي جائزة استديو الفيلم العربي لمسابقة الأفلام الوثائقية التي أطلقتها "إيمج نيشن" عن فيلمها الوثائقي "أمنية"

لم تستلم آمنة لكلام أحد ، وعملت على أكمال فيلمها الجرئ الذي يتناول موضوع "ختان الأناث" في الشرق الأوسط...

وقالت أنها كانت سعيدة بعد سماع رأى الجمهور ، وعندما بدأ عرض الفيلم ونظرت إلي وجه أمنية فرأته يشع  

فقالت :فرحت أن مجهودي لم يذهب سدى.

4- أنيس العويني:

المخترع الشاب التونسي الحائز علي جائزة أفضل اختراع لهذا العام 2013 في مسابقة دولية أقيمت بالنمسا على أختراعه "الشافون" وهى طريقة رائدة لتحويل الكهرباء لطاقة الرياح...

_ومن الجدير بالذكر ان هذا الاختراع ليس الأول لأنيس_ فلهو العديد من الأختراعات ، وكعادة الدول العربية التي تتجاهل علمائها من الشباب ألقى المخترع أنيس العويني الكثير من التصريحات علي بعض الأذاعات منها اذاعة أكسبرس أف أم يلقي فيها بالـلوم علي بعض المسئولين بسبب قـلة الأهتـمام بجانب أن دول أجنبية عرضت عليه أن تتبني أختراعه..

5- مصطفي قرني

شاب المصري في العشرين من عمره ، وبالرغم من أسرته المتوسطة إلى أنه اختار طريق النجاح فحائز علي جائزة أفضل عالم عربي في البحث العلمي، قدم 32 بحث علمي ونظريتين علميتين ، كما حصل علي درجة الدكتوراة الفخرية من عدة جهات مختلفة وقدم 16 اختراعاً أخرهم الطائرة الغواصة حصل بها علي المركز الأول أفريقياً والعاشر عالمياً..

إن أوطننا العربية وما تعانيه من بطالة وضعف، سببه الأوحد هو إهدارها للأنسان وتجاهلها لأفكاره، وبجانب أن هناك شباب يصنعون أحلامهم رغم الصعوبات ــ إلا ــ أن هناك شباب يستسلمون للتهميش؛ مما يدفعهم إلى الظل فهذا التهميش يقتل الأفكار ويصنع العنف والتطرف..

فمتى سنهتم بشبابنا العربي؟!....

وأين تتمني أن تري نفسك؟ ..

هل كمن يدفعون إلي الظل ، أم كمن ينحتون في الصخر ليروا أحلامهم علي أرض الواقع ..