ساعد على نجاح الثورة الاشتراكية في تشرين الأول سنة 1917م. ولما أمكن انتصار البروليتاريا الروسية على البرجوازية الاستعمارية لولا اتحاد الشعوب التي تشتغلها هذه البرجوازية نفسها في امبراطورية القياصرة الواسعة، وهكذا تكون ثورة تشرين الاول قد ضربت الاستعمار في أوله، وفي مؤخرته.
حطمت ثورة تشرين الاول، بقلبها لكبار الملاكين والرأسماليين قيود الاضطهاد القومي والاستعماري التي بحت منها جميع الشعوب المضطهدة بدون استثناء، وفي دولة شاسعة إذ لا يمكن للبروليتاريا ان تتحرر بدون تحرر الشعوب المضطهدة، وتمتاز ثورة تشرين الاول بأنها لم تقم بهذه الثورات القومية والاستعمارية في الاتحاد السوفييتي تحت لواء الحقد القومي والمنازعات بين الامم، بل تحت لواء ثقة متبادلة وتقارب أخوي بين العمال، والفلاحين في القوميات التي تقيم في الاتحاد ولم تقم بها باسم النزعة القومية، بل باسم النزعة العالمية.
ولم يكن قادة العالمية الثانية بالرغم من خطبهم عن المساواة بين الأمم ليهتمون بالشعوب المستعمرة، بل كانوا يأبون عليها أي إمكانية للعمل الثوري وكل ما كانوا يعترفون لها به هو حقها (( في الاستقلال الثقافي ))، وأن يكون لها مؤسساتها الثقافية وذلك داخل الدولة المستعمرة.
بينما يعني الماركسيون واللينينيون بحرية تقرير المصير والحق في الانفصال وفي النشاط بدولة مستقلة، ولما كان نضال الامم المضطهدة من اجل استغلالها موجهاً ضد البرجوازية الاستعمارية، العدو المباشر للبروليتاريا (( الامم )) كان لهذا النضال طابع ثوري.
المسألة القومية جزء من مسألة الثورة البروليتارية للعامة، وهي جزء من مسألة ديكتاتورية البروليتاريا.
-
Mahmood Mahmoodكاتب، وباحث صاعد