أحن إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
وتكبر في الطفولة
يوماً على صدر يومِ
وأعشق عمري لأني
إذا متُّ، أخجل من دمع أمي !
بـِ كلمات كاتبنا الفلسطيني القدير -رحمه الله- محمود درويش، أعاد لكل منا ذاكرة الطفولة الخِصبة، جعلنا نشم رائحة طعام أمهاتنا و نتحسس لمساتها الحنونة، ونرى أمامنا رأي العين نظرات خوفها علينا حينما يصيبنا أي مكروه،و نرى أيضََا سِحْر ابتسامتها وسط الآلام.
الطفل المدلل
لا يوجد طفل على وجه البصيرة تربى في أحضان أمه ولا يمكننا أن نطلق عليه "طفلا مدللا" بكل ما تحمله الكلمة من معنى وما تحتويه القصائد من كلمات، فهو طفل أوجده الله لـِ يلقى الرعاية والاهتمام والمحبة الغير مشروطة، فـ كيف لا يكون مدللََأ وغيره من الأطفال قد حُرِموا هذه النعمة وهو يعيش منعمََا في رغد العيش بها.
الأم المعجزة
لله درك يا صاحبة القلب الحنون والنفس الذكية، يا من تتحملين كل منغصات الحياة ولا تجزعين، قوية أنتِ رُغم ضعفك، وحمولة رُغم رِقة ظهرك.
جعل الله لكِ في كتابه سورة خصّك بها لكونك آية ومعجزة الله على أرضه، وجعلك في كل الأديان رمزََا للحياة والصبر ومثالََا تتجسد فيه كل معاني الرِقة والجمال.
أمُُ بلا ولد
المرأة عنوان الحياة فهي نصف الكون وتلد النصف الآخر، تأتي للحياة من مخاضها بالرجال والنساء الذين -هم- قطعة من روحها و أخلاقها ونسخة من طباعها، بها الحياة تستمر مهما كان بها من مصاعب.
لكنني لا أخفيكم سرََا لا تسحرني تلك المرأة التي تلد و تربي وتنشئ جيلََا من صُلبها قدر ما يذهلني حد التيه هذه المرأة التي تقف بعيدََا وحيدة، غير ممسكة في يدها طفلََا بل جعلت كل أطفال الكون أولادها، أخذت على عاتقها مهمة التربية والتأثير في كل طفل دفعتها الحياة لـِ تلتقى به، في وسيلة مواصلات أو في مكان ما.
تلك الصامدة ُرغم ما تسمع من أشد وأفظع الكلمات أنها عانسََا أو عاقرََا فهم وجهان لعملة واحدة، أو في بعض الأحيان من المغضوب عليهم… لمجرد أن تأخرت في حياتها بعض الخطوات كـ "إنجاب طفل".
هي امرأة بمثابة أمة بأكملها، لم تنتظر أن تأتيها أحلامها على طبق من فضة بل سعت لأحلامها ونحو رسالتها في الحياة بلا سند ولا رفيق، لم تتسول شفقة الآخرين ولم تتعدى حدودها وسرقت أحلام غيرها وأطفالهم لتشبع نقصََا ما! لكنها أخذت على عاتقها مسؤولية التربية كما لو كانوا أولادها وأكثر. فهي تتعامل مع أي طفل كـما تحب أن يعامل الجميع أطفالها فلا أحد يعلم كم منا سيعيش وخوفها على أطفال غيرها وحسن معاملتها لهم سينعكس على أطفالها وسيُرد صالح عملها فيهم.
لا تستطيع أن ترى طفلََا يحتاج إلى تقويم ولا تتدخل في ذلك سواء بالنصح أو باللعب أو بالكلام مع أهله. ترونها مثالية جدََا لكنها تعترف بالتقصير الكبير في شخصيتها وفي طفولتها وتسعى جاهدة ألا يلحق هذا بأي طفل كان.
كيف أصبحت!
التربية القويمة ليست بالحلال والحرام فقط بل بتعليم الأخلاقيات والسلوكيات المهذبة، فـ في روحها طفلة لم تكبر بعد لذا تعرف جيدََا كيف تخاطب عقول الصِغار وكيف تدخل داخلها وتعرف عن خلاياهم العصبية كيف تعمل وتستجيب للأحداث.
نظرة المجتمع لها
كلُُ يراها سارقة متجنية على حياة غيرها، ولا أحد يعلم قدرتها الخارقة صِدقََا على برمجة عقول تلك الأطفال باللعب والغناء وبـِ اسلوبها الطفولي الفريد. هي بالطبع موهوبة بالفِطرة في كيفية التعامل مع هؤلاء الملائكة لكنها لا تعلمهم من أجل فرض سيطرة ما عليهم هي تعلمهم من منطلق الحب وعاطفة الأمومة التي وُلدت بها… فليست كل امرأة أم وإن أنجبت ولكن من تجيد التربية حقََا هي أمُ بإقتدار.
لا تتوقف مهارتها فقط عند التعامل مع الأطفال فهي تجيد التعامل مع الكِبار من صديقاتها وقريباتها، فلسفتها في الحياة أن في كل إنسان روح طفل نائمة ستبقى في داخله مهما نضج، ما إن خاطبتها حتى استيقظت و امتثلت لنداء الطفولة فيمن حولها كانوا صِغارََا أو كبارََا.
حُرِمت النار على تلك القلوب الهيّنة الليّنة السهلة القريبة من الناس ونحن مازلنا نخطئ فهمها وتلمس طبيعتها الحنونة.
لله درك يا كل امرأة أصبحت أمََا لكل من حولها حتى وإن لم تلد … لله درك يا عنوان الرُقي وأيقونة الجمال.
-
Lamis Moussa Diabامرأة بـِ أُمة
التعليقات
صدقتي لميس
لله در ... كل امرأة أصبحت أمََا لكل من حولها حتى وإن لم تلد .فهي تستحق ان تكون عنوان الرُقي وأيقونة الجمال...
ولله در امهاتنا جميعا...فهن امراة بأمة .. حقا
ولله درك انتي لميس ايتها المراة ... بأمة