إقرأ لسوف تتغير لسوف تتغير فبعد معاشرة أول عشرة كتب ستشعر أنك أفهم شخص في الدنيا، وأنك قادر على مواجهة أي فيلسوف أو خبير ستحس بإدمان إيجابي بدء التغلغل إلى حياتك.

بعد خمسين كتابا ستبدأ التدخين أو لا المهم ستتولد لك طباعا جديدة، ستعشق الروتين و تدمن القهوة، وستختار الطاولات المنعزلة في المقاهي و سوف تعتاد المكتبات.

بعد مئتي كتاب ستميز بين الكتب الجيدة والكتب الرديئة.. ستحمل قلما وتكتب الملاحظات ولو على جلدك، أو ربما ستشتري دفترا للملاحظات وحقيبة جلدية ونظارات سميكة أشبه بنظارات الطبيب. على كل حال ستصبح هادئا جدا.

بعد مئتين وخمسين كتابا ستعتزل الناس أكثر.. ستصبح مهووسا ، لن تعجبك الأغاني الدارجة أو البرامج المنتشرة، ستعيش في عالمك الخاص، وستبحث مثل المجنون عن مجنون أخر يشبهك.

بعد ثلاث مئة وخمسون كتابا ستشعر كم كنت غبيا في الماضي، وستشعر كم أصبحت أغبى لأنك مازلت لا تعرف إلا القليل، و يتولد لديك دافع البحث عن كتب أخرى ستحبذ قرأة اي شي دي منفعة لي تشفي غريزتك

بعد أربع مئة كتاب ستشعر بنبض قلبك الزائد، وتبدأ مرحلة النقد وتنوير الفكر وغنى الشخصية وتعشق أمرأة مثلك، لربما ستجدها في المكتبة العامة أو في المتحف الوطني، أو تراها تائهة بين أحضان كتاب. لن ترضى نفسك بغير قارئة مثلها لربما تكون محادثتكما الأولى عن كتاب فتطول مع طول رفوف المكتبة.

بعد خمس مئة كتاب ستنظر نفسك في المرآة وتحس بنرجسية مفرطة، فتستعد للتخلي على بعض عاداتك من اجل الكتابة، لسوف تتغير مرة أخرى فتبدأ في الكتابة وتلك قصة أخرى ...