الثغرات الموجودة في أطروحة عبد الواحد المتوكل
الثغرات الموجودة في أطروحة عبد الواحد المتوكل
نشر في 19 غشت 2015 .
بعد إطلاعي على أطروحة الأستاذ عبد الواحد المتوكل و التي عنوانها"العدل والإحسان: ظروف نشأتها واستراتيجيتها للتغيير الاجتماعي والسياسي بالمغرب"تبين من خلال الإطلاع على هذه الأطروحة العديد من الملاحظات المنهجية التي تبين أن هذه الأطروحة ضعيفة من حيث المضمون و عقيمة من حيث الفائدة العملية لكونها تتهرب بطريقة ديماغوجية-الديماغوجية تعني التضليل-من الحديث عن القضايا الجوهرية و هذه الملاحظات هي:
1-عدم الإشارة الى المفاوضات التي جرت مع ممثلي القصر إبان إعتقال أعضاء مجلس الإرشاد في السجن .
2-عدم الإشارة إلى البنية التنظمية للجماعة و هيكلها التنظيمي في مختلف مراحل تطور الجماعة علما أن الجماعة تنظيم ضخم و هذاالغموض يعطي مبررا لإ تهام الجماعة بهيمنة الشيخ أو الأمين العام على تسييرها .
3-عدم الإشارة الى موقف الجماعة من ملف الصحراء إذ كيف لأكبر قوة سياسية في المغرب أن لا توضح موقفها من أهم قضية في المغرب.
4-عدم توضيح الأطروحة لموقف الجماعة من التجربة الإيرانية التي تعتبر تجربة هامة لا يمكن القفز عليها لأي دارس للفكر الإسلامي المعاصر و للحركات الإسلامية كما يسهل على معارضي الجماعة إتهامها بسعيها لإستنساخ التجربة الإيرانية .
5-عدم توضيح موقف الجماعة من ملف المخدرات التي يعتبر المغرب من كبار المصدرين لها على المستوى العالمي و التي تضخ 7 مليارات دولار في الإقتصاد المغربي إذ سيؤدي هذا الغموض الى نشوء حركات إنفصالية في شمال المغرب مباشرة بعد سقوط النظام .
6-عدم توضيح موقف الجماعة من قضية اليهود المغاربة و الذين يصل عددهم إلى حوالي 1.096.000
يهودي مغربي.900.000 نسمة منهم متواجدة بإسرائيل يتوفرون علىثروات ضخمة و يمتلكون نفودا كبيرا و يحتلون مراكز مرموقة في إسرائيل-عمر بريتز وزير الدفاع سابقا يهودي مغربي-.عدم الوضوح في هذا الملف سيجعل اللوبي الصهيوني داعما قويا لإفشال التغيير في المغرب.
7-إذا كانت الجماعة تطرح مشروع الميثاق الوطني للخروج بالبلاد من أزمتها السياسية بأقل الخسائر الممكنة إلا أن الأطروحة لم توضح موقف الجماعة من النخبة السياسية إذ أن هذه الأخيرة متورطة في ملفات فساد مالي كبيرة جدا إذ أن الغموض في هذه القضية الحساسة يجعل النخب السياسية ترى في دعوة الجماعة لها لمشروع الميثاق دعوة للدخول إلى السجن.
8-عدم توضيح الأطروحة لموقف الجماعة من ملفات التهرب الضريبي و الفساد المالي لرجال الأعمال هذا الغموض سيؤدي إلى إنهيار إقتصادي في اليوم الموالي لسقوط النظام.
9-عدم الإشارة إلى موقف الجماعة من الإتفاقيات الموقعة مع الدول الأجنبية-هذا الغموض سيقوي من دعم هذه الدول للثورة المضادة-.
10-عدم الإشارة الى موقف الجماعة من الإتفاقيات الدولية الموقعة مع البنك الدولي و صندوق النقد الدولي و المنظمة العالمية للتجارة و حلف الناتو .
11-عدم توضيح نظرة الجماعة للنظام السياسي المقترح و المتجلي في نظرية ثنائية الدعوة و الدولة مما يدفع بالنخبة السياسية الى إتهام الجماعة بالسعي لبناء دولة دينية على غرار التجربة الإيرانية.
12-عدم توضيح موقف الجماعة من المذهب الشيعي.
من خلال ما سبق يتبين أن هذه الأطروحة لم تفلح في إخراج المشروع السياسي للجماعة إلى الرأي العام بالشكل المطلوب ولعل قراءة تجارب الربيع العربي بينت أن الحركة الإسلامية لم تستطع أن تجيب عن الأسئلة العملية و إكتفت بالشعارات الفضفاضة حتى إصطدمت بالواقع الصلب ففشلت في تغييره بل نجح هو في تغييرها.أرغب في الإشارة أن هذا المقال يهدف إلى تصويب الوجهة و ليس إلى جلد الآخرين.
-
الذهبي مرادانا مزداد سنة 1991 ادرس بشعبة الإقتصاد أحب السباحة و الأنترنيت و المطالعة