بسم الله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين .. اما بعد . 
في صباح يومٍ من الأيام ، كنت أتجول في حديقةٍ قريبة من المنزل وانا بمتهج الوجه وانا مسرور لجمال الطقس ولإنجازي لبعض أهدافي اللتي تمنيت حدوثها طويلاً ، وطال بي الوقت وانا اتجول في هذه الحديقة ، إلا ان اشتد الحر وكان ذلك في التاسعةِ صباحاً .
انا أرحل من هنا مرتاح البال ، وعمَّال النظافة وعمَّال البناء يأتون من بيوتهم معكري المزاج مع بدايةِ يومٍ شاقٍ لهم وكذلك أيامهم طوال العام .. وإذا بالمسؤول عن عامل النظافة ونظافة الحديقة قادماً معكر المزاج يصرخ في وجه العامل قائلاً : 
"انت !
ألا ترا هذا كل الوَسخ !
أين انت كل هذه الأيام لتصل الحديقة إلى هذا الحال !
هيا اشتغل أيها الأحمق !"
ومع أن المشرف محق عن مسؤوليته في توجيه العامل ، إلَّا أن الرفق في التوجيه كان واجباً عليه في أي موقف 
...
وانا رأيت المشهد واندهشت حق الإندهاش ، قائلاً في سِرِّي :
هل يوجد بشرٌ يعيشون بهذه الطريقة ؟
هل لا يشعرون بما يتكبَّده هؤلاء من عناء ؟
هل هم بلا قلب ولا إحساس ؟ ..

وكلما تذكرت هذا الموقف بدأ الحزن يملتأ قلبي وكأنه ادآة حادة اخترقت قلبي !
يالهم من أناسٍ قاسيين حقا !! ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا  ..

نحن نمرح ونضحك ونرمي بالنفايات حيث ما أردنا مع أننا نرا القمامة أمام اعيننا ولكنها قد تبعد خطواتٍ معدودة ، ويئبى الشيطان إلا ان نرمي بها في أي مكان !! ونقول له ( زبال ) ولا نبالي بما سيحدث له بعد ما رميناه بهذه الكلمة اللتي لا تتوافق معه ، انه عامل أساسي لأي دولة في العالم !! ونحن نقول له ( زبَّال ) بعدم مبالاتنا .. !
رجاءاً عزيزي القاريء لا تحزنني أكثر من ذلك ، ولا تقل له : 
زبال !! أنه عامل نظافة ، احترموهم و احترموا ذوي الإحتياجات الخاصة و أصحاب المهن البسيطة اللذين يقومون على حياتنا بالنظافة والطهارة .
ولا تقولو له فاشل !! أنه لم يتعلم كيف ينجح بعد !
لا تقولو له أعمى !! أنه كفيف !
لا تقل معوق !!! إسمه ذوي الإحتياجات الخاصة!
لا تقل له منغولي !؟!!! إسمه متلازمة داون !

إنما (الزبال) فعلاً هوا من يرمي بالنفايات من نافذة السيارة
إنما (الزبال) فعلاً هو من يمضغ اللبان ويدعه للعمال ينزعونه في الظهيرة
إنما الأعمى حقاً هو من لا يرى الرحمه ،هو  من ليس لديه شفقه في قلبة
إنما المعوق هو من لا يجيد التحدث بطريقةٍ مؤدبة تجرح مشاعر الآخرين . !!

فلنحافظ على بيئتنا وعلى مشاعر إخواننا ( عاملي النظافة ) لنخفف من حملهم في بلدٍ مكثوا فيه بغرضِ العمل و الحصول على الرزق ، ولنجعل هذا العامل مبتهج وسعيد بالخطوات الآتية :-

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" قال الله أنفق يا ابن آدم أنفق عليك."
وقال صلى الله عليه وسلّم : الصّوم جُنة ، والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار !!

ولولا عامل النظافة بما تسمونه ( زبال ) لعامتِ القذارة والنجاسة جميع الأماكن ، ولولا وجود ( عمال البناء ) لما بنيت لكم مساجدُ تتعبدون الله فيها ، ولم يكن لكم بيوتُ تسترون فيها ، دائماً إحرص على بث الأمل في قلوب الآخرين : بالنصيحة ، والحكمة ، وفن إنتقاء الكلمات ، لا بكلماتٍ تجرح قلبه وتكسر فؤاده !!!