وبينما العالم منهمك في إستنشاق روائح ارقى العطورات وافخمها ، والتنقل بين رائحة العود
والإصالة وبين رائحة الأزهار والفواكة ، وبين الماركة والتقليد ،وبين المركزة والخفيفة وبين الفرنسية والعربية،
انسحب انا بهدوء إلى مكتبتي ، حيث تقبع هناك احب الروائح لروحي قبل انفي ، وهي رائحة الكتب !!
للكتب رائحة خاصة مميزة ودافئة، تضخ عطرها الهادئ حين اقلب صفحاتها الصفراء بسرعه !! فأجد نفسي مرغمة ومنجذبة في الصاق انفي بها لأذوب في إستنشاقها اكثر !!
حتى انني اهوى لمس الكتب القديمة لأستنشق رائحة التراث
والتاريخ الذي تخبئه بين ثنايها ،
فرائحة الكتب اشبه برائحة انفاس روح كائن .. تعيدك للوراء ..تعيدك لشيء سكن بداخلك !! كأنها تذكرك بصديق قديم او شيء جميل كان يؤنسك ثم مضى !!
رائحة الكتب لا يشتمها إلا من كان له علاقة عشق معها، علاقة اقامها بعينيه ليرى حروفها، وشفتيه ليقرأها ، وفكره ليفهمها،
يشتمها من اعتاد على إحتضان الكتب بين ذراعيه ، وغفى معها ، من فضل رفقتها على رفقة بعض البشر ، فيمضي ساعات يومه في التنزه بين ابوابها وفصولها ،
ليغرق العالم وينغمس إلى حد الغرقان في روائح العطور ، اما انا سأكتفي في إحتضان كتابي وإستنشاقه، لعل مصانع العطور ترأف بي ؛ فتنتج لي عطراً
"برائحة الكتب" وبشتى المجالات
ومنها؛ عطراً ديني بشذى الإيمان والطمأنينة ،
وعطراً تاريخي بشذى الأساطير والأمجاد ، وعطراً إجتماعي بشذى التعاون وروح الألفة ،
وعطراً ادبي بشذى الأشعار والخواطر، وعطراً علمي بشذى الأفكار والقوانين ، اظن انني بالغت في خيالي، لذا سأختم مقالي برشة عطر لكم حالاً ،
بخخخخخخخخ .
-
بسمةاهوى قراءة كتب الذات وتأمل الصباح وسماع الموسيقى وشرب الشاي
التعليقات
المشكلة أن أصدقائي يتعجبون من حبي للكتب و يرون أنها لا تستحق الأموال التي تنفق عليها :)
دمتم في صحبة الكتاب ، فهو خير جليس وأنقى معطٍا بلا مقابل ، ومعه لا يكون الانسان في وِحشة بل يكون في صخب ، ولكنه صخبٌ هادئ .
التنقل بين فنون الكتب يجعل الانسان يشعر بالزحام ، ولكنه زحام منظم بين الثقافات.
والتمعن في المنثورات ، يعني أنه على موعد مع اكتشافات جديدة في العلم المنشور.
هنيئا لمن أدمنت رائحة الكتب .
دمتم في هذه الصحبة الوارقة.