اللباس ليس مقياسا للأخلاق...متى نفهم
اللباس هو حرية شخصية
نشر في 31 غشت 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
كما هو سائد في مجتمعاتنا العربية، يحق للرجل ارتداء مايشاء من الملابس ، فهذا يعد حقا من حقوقه .
لكن هذا ليس من حق المرأة ،في نظره و نظر المجتمع . هكذا هي المجتمعات الذكورية فهذه الأخيرة تقيم أخلاق المرأة على حساب ملابسها ، فهي تؤمن بأن كلما كان لباسها أطول أو مايسمونه بالمحتشم، كلما كانت حينها أقرب إلى الأخلاق و الطهارة، و غير ذلك من الأفكار المنتشرة في الشرق الأوسط . _المشكل الحقيقي_كامن في أن هذه الفكرة تطبق فقط على النساء ماعدا الرجال ، ممايدل على اللامساواة و التمييز بين الجنسين.
إلى يومنا هذا لازالت هذه المجتمعات ،لم تتخلص بعد من من هذه الأفكار البدائية؛ الرجعية الراسخة في عقول الكثير ، و التي تتخد من اللباس معيارا و مقياسا لمعرفة أخلاق الناس، و كذالك الرجل العربي(الأغلبية وليس جميع)، لم يستطع بعد أن يتحرر من هذه أفكار الذكورية بإمتياز، و التي تقلل من قيمة المرأة كإنسان واعي، حيث يتم تصوير المرأة على أنها مجرد جسد،و وعاء لتفريغ جميع المكبوتات ، إما أن تتم تغطيته أو تعريته و يتم ذالك على حساب مزاجهم .
في فترة الأخيرة، كانت هناك حركة في المغرب ،أطلق عليها حركة "كن رجلا" و التي تستهدف النساء، و تدعو الرجال إلى منع نسائهم بما فيهم الزوجة ؛الام؛الاخت،من إرتداء اللباس الفاضح في الشواطئ و الذي يسمى "بالبيكيني" ،فهذه الحركة هي تعدي على حقوق المرأة و على الحرية الشخصية ،فهي إهانة في الحق الرجل قبل المرأة، ذالك بعتباره أنه مكبوت جنسيا غير قادر على التحكم في غرائزه ؛شهواته، و لا يستطيع تمالك نفسه عند رؤيته المرأة، و إعتباره أيضا على أنه لا ينظر الى المرأة ،على أنها انسان من حقها التمتع بكافة حقوقها الإنسانية ،و كذا كامل الحرية الاختيارية ، في أن تقرر ماترتديه ،فهو جسد ملك لها و ليس للمجتمع أو العادات و التقاليد أو الرجل.
و أخيرا و ليس آخرا، اللباس أو قطعة قماش لا يمكن أن تحدد أخلاق المرأة أو غيرها ،فالمرأة أسمى من تقييمها بمترين من قماش،أفعال الإنسان ومقدار الإنسانيته و حدها تحدد إن كان خلوقا أو لا.