ثرثرة
الحب وابطاله الجبناء بقلم/ منال الكندي
نشر في 19 مارس 2016 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
قرأت في ملصق تم نشره في أحد المواقع، مقولة تقول: بأن مشاكل الدنيا رجال يعيشون الحب بدون زواج، ورجال متزوجون بدون حب.
في وقتنا الحاضر صارت هذه أم المشاكل ولن أقول فقط خاصة بالرجل الشرقي، فلقد أثبتت الدراسات بأن الرجال في الغرب يعيشون قصص الحب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل هناك العديد من المواقع التي تسهل لتلك القصص أن تحدث وتحتفظ بسرية أولئك الذين يعيشونها خاصة المتزوجون.
ولن نتهم الرجال فقط الذي يعيشون مثل تلك القصص باسم الحب، فهناك نساء متزوجات وعازبات يعيشونها هروبا من حياتهم الروتينية أو لفهمهم الخاطئ لكل مفاهيم الحب والحياة اللذان فقدوا قيمتهم ككثير من المفاهيم وان كان الجميع تغلفه شعارات وفلسفات إنسانية.
والجميع يبحث في تلك القصص عن المجهول في الحب، رغم علمهم بأنها قصص وهمية لأنهم لا يستطيعون أن يعيشوها كواقع أو يحققوها لأسباب هم يفهموها ولكن إنسان اليوم أصبح يعشق الغرق في الأوهام حتى أن كانت نهايتها ندم أو جرح، أو تحول لجبان، فاقد لمشاعر الحب التي حاول أن يعيشها في تلك القصة الوهمية مع الطرف الأخر.
والغرب بأن الجزء الأعظم من أولئك الذين يعيشون تلك القصص سوى عبر مواقع التواصل أو التلفون أو الواقع، لديهم من الثقافة التي تؤهلهم بأن يكتبوا فلسفات عن الحب، والتي في الأول والأخر تنتهي باختصار كلمة الحب إلى العلاقة الحميمة والجنس خارج إطارها الطبيعي تحت العديد من المبررات والوعود، وما أجمل النهايات التي تنتهي بأبطالها وبطلاتها الجبناء..
بالتأكيد هناك من سيتعجب بقولي ما أجمل النهايات، نعم هي جميلة لأنها تفضح حقيقة علاقة الحب تلك والقصة التي تم بناءها تحت العديد من المبررات والأعذار والجميع معذور بسبب وبدون سبب، لأنه يريد الحب والحنان حتى وإن كان وهما، أو طريقا كله أشواك، أو أقنع نفسه بأنه يعيش ما هو مقتنع به بانه طبيعي وليس فيه آذيه وطالما الطرف الآخر موافق، فلا ضرر.
ومع الإنتاج الإعلامي الهائل من الأفلام والمسلسلات التي تصر على أنها تنقل واقع المجتمع، رغم أنهم يعرفون بأنهم ينشرون الرذائل، ويرسلون رسائل بأن الخيانة أمر طبيعي وغريزي في البشر، وعلينا التسامح، وان الحب والجنس حق للجميع حتى وان كان خارج إطاره الطبيعي وما لا تقره جميع الأديان وقبلها الفطرة السوية.
فالكل يعيشها وكأنه خرج من بطن تحرر كل شي حتى الجنس والحب دون أي اعتبارات، والمشكلة بأن الجميع يغرق في الهاوية والندم مهما حاول أن يبرر أو يهرب من مسئوليته، وإن هرب منها في الدنيا، فلن يستطيع أن يهرب منها أمام الخالق رب العباد.