جميعنا نتشارك هذا العالم للحظات وجيزة ، قلّة منا فقط من أدركو مبتغى الله من بعث الحياة في أرواحهم . و أغلبية عظمى مازالو يتخبطون . يدورون في حلقات فارغة مع عدد لا بأس به من الأغلال . لا يدركون شيئا ولا يحاولون الإدراك . يبحثون عن السعادة وهم لا يرتادون طرقها . يريدون الحياة وهم قابعون تحت التراب . يريدون الراحة رغم نبذهم لدروب الشقاء . يبحثون جاهدين عن شيئ ما غير أنهم لا يدركون هويته ، لم يرو أن لا شيئ ينقصهم سوى الحقيقة . حقيقتهم وحقيقة الوجود من حولهم. “ من نحن ؟” ، إلى متى سيظل هذا السؤال معلقا دون إجابة صريحة ؟ ومتى سنفكر بالبحث عن جواب له ؟ . إلى متى سنرتدي الزيف ونتجول به كي لا يتم نبذنا ؟ . ألم يحن الوقت بعد لتختار دربك وطريقك ؟ . لسنا بتوابع لأحد ولا شك بأن الله لم يخلقنا لأجل غرض كهذا .
خلف تلك الأبواب العتيقة في روحك وخارج ذلك الإطار الذي وُضعت به . هناك تماما ستجد ذاتك وحقيقتك وهناك فقط ستتوقف عن كونك جثة لبقايا روح . أؤمن بشكل تام أن من هو على قيد الحياة ليس سوى شخص تنير بداخله مجرة كاملة من الأحلام والأهداف . لا تقيد ذاتك وأطلق العنان لقدراتك ولكل ما يختلج روحك ، لكل ما تؤمن به ولِجُّل ما يجعلك سعيدا وإن كان بسيطا ، كن كما تريد أنت أن تكون . كن ذاتك بكل جوانبها السيئة والحسنه ، لا تفكر كثيرا بشأن الآخرين وما سيرضيهم أنت لم تخلق لترضي البشر . خلقت لتشقى لأجل ذاتك ثم تسعد وتحصد ثمارا لذاك الشقاء .
الكثير من قبلنا احتجزوا خلف قضبان الزيف وآخرون في زنازين اليأس . لقد قامو بتكريس حياتهم لأجل إرضاء من حولهم غير أن هذا لم يكفهم فجنو بحق ذاتهم وحاولو تحريف فطرتها وأمانيها ، حاولو خلق شخص آخر بداخلهم كتب له الله بأن لا يخلق . و أناس آخرون أطاحت بأحلامهم العوائق فوصلو للهاوية ولم يستطيعوا منها فرار . أرى أحيانا بأنهم لا يستحقون الشفقة ربما لأنهم ليسو ضحايا بقدر كونهم مجرمين .
لا يدرك أهمية البحث عن الحقيقة والهدف إلا من عاش في العتمة وعاشت به لزمن طويل ، إخلق لنفسك مستقبلا من عسجد فهذا ما يليق بك وبأحلامك وإن أردت السعادة تأكد أولا بأنك ترتاد طريقها ، لا تيأس فاليأس يخلق الجثث . الفائز الحقيقي هو الحالم الذي لا يستسلم أبدا للعوائق بأشكالها ، من لا يسمح لأحد بأن يستصغره وحلمه ، من يدرك بأن المجتمع سيجرمه فقط لأنه لن يستطيع إستيعاب روحه الواسعه وسينبذه إلى أن يقتل تميز روحه ،ثم يحتضنه مع من لاهوية لهم مع ضحايا أنفسهم .