العرب و الإنترنت - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

العرب و الإنترنت

مقارنة سريعة بين تعامل العرب مع الإختراعات الثورية عبر العصور

  نشر في 13 غشت 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

-العرب  و الآلة الطابعة


في القرن الخامس عشر، تم إختراع آلة الطباعة الحديثة علي يد المخترع الألماني كوتنبرج، وحينها قام بطباعة أول كتاب لمئات النسخ، وكان ذلك الكتاب الكتاب المقدس، مما ساعد علي إنتشاره في كافة أرجاء اوروبا، و تم طباعة الاف الكتب ، التي أوفت بجمح رغبة الناس في القراءة ، وتحررهم من الجهل و الخرافات، والتي كانت أوروبا غارقة فيه حينذاك ، ساعدت الآلة الحديثة في تهيئة الناس لمرحلة النهضة العلمية و الفكرية التي شهدتها أوروبا.


في الجانب الأخر تعاملوا مع إختراع الآلة الكاتبة بجهل حادق، أصدر السلطان بايزيد الثاني-سلطان الدولة العثمانية- فرمان يحذر فيه رعاياه المسلمين من إستخدام الآلة الطابعة و أنها حرام شرعا هكذا قال ،و هكذا أفتي علماء الامة الإسلامية، بحجه أنها قد تُستخدم في تحريف القرأن الكريم، وكانت تلك الفتوة هي النقطة المحورية التي إنقلبت فيه الأمة المتقدمة إلي أمة جاهلة و الأمم المتخلفة إلي أمم متقدمة، فقد أفادت هذه الالة أوروبا في نشر العلم في كافة أرجائها.


-بدأية الإنترنت في الدول العربية


أما الأن فالوضع يختلف، فنحن ننعم بإلاختراع الثوري للعصر الحالي ،وهو الأنترنت، حيث كانت بداية إستخدام الإنترنت تجاريا كانت في عام 1990م، و بدأت الدول العربية في الإرتباط بالشبكة العالمية، وكانت أول دولة هي تونس عام 1991م، وتليها دولة الكويت عام 1992م ، ومن ثم دولة مصر و الإمارات عام 1993م...و من ثم باقي الدول العربية 


الإنترنت إنتشر في كافة دول العالم، و مع ذلك لم نلاحظ مظاهر التقدم في مجتمعاتنا، فالخرافات و الجهل في كل مكان، و هذا الإختراع كفيل بمحوهم من الوجود، فما الذي يحول بين المستخدم العربي و بحار الإنترنت ؟! .


-قلة التوعية بمخاطر الإنترنت


لماذا كنا نتحجج سابقا بأن سبب تخلفنا كان فرمان من السلطان بمنع إستخدام الطابعات الحديثة، و الان أصبح كل واحد منا يمتلك هاتف ذكي يستطيع النفاذ إلي خدمة الأنترنت، ومع ذلك تجده لا يمتلك قدر كافي من المعلومات حتي يصبح إنسان واعي، يرجع ذلك الي قلة التوعية عن مخاطر الإستخدام الخاطئ للإنترنت، فالشبكة أمامك و لديك مطلق الحرية في تصفح أي موقع يخطر علي بالك، و لذلك تجد أن دول عربية كثيرة تتصدر ترتيب الدول الأكثر مشاهدةً للأفلام الإباحية عالميا، ولذلك تجد معظمنا يتجه لتلبية شهوته الجنسية التي تعطيه نشوة تدوم لحظات، والأقلية منا يتجهون لتلبية حاجتهم من العلم و الثقافة و التي تعطيهم قوة و ثقة بالنفس تدوم حتي موت صاحبها و تناشده بأن يكون شخصاً بناء، عوناً للأخريين و المجتمع 


لا أن يكون عديم الثقة بالنفس ، منزوع الطاقة، منعزل، مقصر في واجباته، حتي جانبه الديني


نحن في أمس الحاجه الي أشخاص مثقفين، و مفكريين، لكي نكون أمة ذات شأن من جديد، نستعيد من القوة ما فقدناه، و من العزة ما تركناه، هل يفي المحتوي العربي لمثل هذا الغرض؟


-المحتوي العربي


الذي لا يشكل سوي 3% فقط من المحتوي العالمي، في هذا العصر المليئ بالمشتتات و الطاقات السلبية، لا يعطي فيه المرء أهمية لأغلي ما يملك، وهو الوقت، تجده يقضي فترة شبابه في الإهتمامات الإجتماعية، من تقضية الساعات علي مواقع التواصل الإجتماعي، إلي تقضيته مع الاصحاب، و لا نعطي لانفسنا فرصة لكي ننمي مهاراتنا الشخصية، و المهارات العقلية أيضا، ونحن هنا نحتاج إلي الإرشاد و التوعية


فلننظر إلي جانبي المحتوي العربي، المحتوي العربي الترفيهي تجده ليس هادف، ويكون محتوي ترفيهي بحت، معظمه يسبب تلوث سمعي و بصري، بسبب عدم الإهتمام بالجودة، و تقديمه علي أفضل وجه، والغرض الأول لأصحابه هو العائد المادي الذي يتلقونه في المقابل، فتجده محتواهم مليئ بالإسفاف و الالفاظ النابية، حتي يجذب أكبر قدرّ ممكن من الزوار و المستخدميين، ولذلك تجد الإقبال عليه أضعاف المحتوي المفيد و الهادف،الذي بدأ يتواجد علي المنصة الالكترونية العربية، لكنه لم يفرض نفسه بعد، وعلي الرغم من كثرة أخطاءهم مقارنة بالمحتوي الأجنبي، هذا لا يمنعنا بأن نقدم لهم دعم معنوي و مادي إذا أمكن، هذا الدعم سيعود علي الفرد و المجتمع بالفائدة، و الابتعاد عن المحتوي التافه ايضا سيقلل من تواجده، المحتوي الذي يستخف بعقول المستخدمين، يستخدمون عناوين كاذبة و مخادعة، و العجيب أنها تتصدر محركات البحث، تستولي بذلك علي المكانة التي يجب أن تكون لغيره من المحتوي المفيد.


-الإستخدام الصحيح للإنترنت


كما قلنا سابقا، بإن الإنترنت هو إختراع ثوري، حقق للكثير أغراضهم، سواء كان في الأموال أو المعرفة أو التعلم....وغيره .


نحن لدينا الإمكانيه للوصول للإنترنت بشكل أو بأخر، فلما لا نجعله مفيدا لنا، نقضي و قتنا في تعلم أشياء مفيدة عليه، إذا كنت تشتكي من أن المحتوي العربي غير مفيد، تعلم لغة أخري مثل الإنجليزية، ستكون بوابتك للدخول إلي أبواب المعرفة، والتعمق في العلوم المختلفة، لا داعي لإختلاق الأعذار.


  • 1

   نشر في 13 غشت 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا