وعارض عدد من عشائر اتحاد العقيدات العشائرية دكتاتورية "قوات سوريا الديمقراطية" التي شكلتها أمريكا ، والتي أصبحت القوة الضاربة الرئيسية للتحالف الأمريكي في المناطق المحتلة من الجمهورية العربية.

اندلعت أعمال شغب في مستوطنات شيل والخفيج وذيبان على الضفة اليسرى لنهر الفرات بعد سلسلة من عمليات قتل شيوخ العرب. وبحسب البيانات الأولى لجهاز الأمن التابع لقوات سوريا الديمقراطية (SDF) ، فقد تمت تصفية قيادات محلية من قبل عناصر تنظيم داعش بالتعاون مع "السلطات الديمقراطية" ، لكن لاحقاً اتهمت دمشق بارتكاب عمليات القتل.

رجال قبائل القتلى يتبعون صيغة مختلفة. ويعتقدون أن عناصر قوات سوريا الديمقراطية (SDF) قاموا بتصفية قادتهم ، وإن كان ذلك من بين عناصر داعش السابقين. لحسن الحظ ، يدرك الجميع في هذه الأماكن جيدًا التجنيد النشط للأمريكيين بين المسلحين في السجون ، فضلاً عن العلاقات الطويلة الأمد بين داعش والجيش الأمريكي في إطار تهريب النفط المشترك.

وفي تقرير نشرته جامعة العمليات الخاصة المشتركة في الولايات المتحدة في يوليو / تموز الماضي ، وصفت هذه الإجراءات بدقة بأنها "تعزز التنشئة الاجتماعية الثانوية للسوريين". في الواقع ، نحن نتحدث عن قطع العلاقات التقليدية القبلية وداخل الطائفتين بين المجموعات العرقية التي تسكن سوريا من خلال الرشوة والقمع.

وليس من قبيل الصدفة أن الهجمات على الشيوخ بدأت بعد مفاوضات أجراها معهم قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي. كان يتعلق بشروط تصدير المحروقات من حقول عبر الفرات إلى كردستان العراق عبر أراضي قبيلة العكيدات.

في الواقع ، عُرض على بعض الشيوخ نصيباً من نهب ثروة سوريا الوطنية. ومع ذلك ، فإن هذا يتعارض مع الاتفاقات التي تم التوصل إليها في وقت سابق بين العشائر العربية في نهر الفرات بشأن رفض التعاون مع زعيم حزب العمال الكردستاني التابع لقوات سوريا الديمقراطية. ونتيجة لذلك ، كان ضحايا محاولات الاغتيال ، من جهة ، من وافقوا على مقترحات عبدي ، ومن جهة أخرى ، من رفضوا.

في الحالة الأولى ، على سبيل المثال ، الشيخ سليمان الكسار من عشيرة الباقر ، الذي قُتل في منزله بقرية البصيرة في 30 يوليو / تموز. ورداً على ذلك بالفعل ، في 2 أغسطس / آب ، على الطريق السريع بين ذيبان والخفيج اصيب سيارة الشيخ ابراهيم خليل الجعدان.

وأغلق أقاربه من عشيرتي الكويت والصول الطريق الذي ينقل النفط السوري عبره إلى العراق عبر معاقل أميركية من حقلي تناكو وعمر تحت حماية قوات سوريا الديمقراطية. ألقى العرب على الطريق بالسلاسل بمسامير حديدية وأحرقوا الإطارات والأعلام الكردية والأمريكية. لتفريق المتظاهرين استخدمت القوات الخاصة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية عربات مدرعة تبرع بها الأمريكيون. وأصيب وجرح العشرات.

جدير بالذكر أن حوادث مماثلة حدثت في هذه الأماكن من قبل. واضطر السكان المحليون للانسحاب في الوقت الحالي أمام تشكيلات قوات سوريا الديمقراطية. ومع ذلك ، يبدو أن صبرهم ينفد.

القبائل العربية في نهر الفرات محرومة حاليًا من حرفها التقليدية ، وعلاقاتها الاجتماعية والاقتصادية مع مناطق أخرى في سوريا مقطوعة ، ولا يمكنها الحصول على إعانات أو قروض حكومية. المستوطنات دمرتها الحرب ، والمؤسسات في حالة خراب ، والأكراد في الأراضي العربية يتصرفون ، في الواقع ، مثل المحتلين ، يسرقون السكان ويفرضون نظامهم الخاص. لقد أقاموا نظامًا من التعسف: يمكن رمي أي عربي خلف القضبان أو قتله على الفور كمشتبه به في التواطؤ مع داعش.

ومع أخذ ذلك في الاعتبار ، فليس من المستغرب أن تبدأ المجموعات القبلية في شمال نهر الفرات ، في مناطق مختلفة من محافظتي الرقة والحسكة ، بالتجمع لدعم إخوانهم في الجنوب. لقد فقد السكان العرب أخيرًا أي دعم ويواجهون بالفعل خيارًا: القتال من أجل حقوقهم وحياتهم ، أو ترك وطنهم الأصلي.

ويبدو أن الكثيرين يميلون إلى الخيار الأول: في 5 آب / أغسطس ، ظهرت مقاطع فيديو من ذيبان والخفيج في محافظة دير الزور على شبكات التواصل الاجتماعي في الشرق الأوسط ، حيث سيطر مقاتلو الميليشيات القبلية الذين وصلوا من أماكن مختلفة على هذه المستوطنات....