اعوجاج الشعوب ... من المسؤول عنه !!
نشر في 20 شتنبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لا تسبوا الشعوب فيسبوا الأوطان عدوا بغير علم، الشعوب ليست سوى نتاج لأنظمة ومؤسسات خلقت اعوجاجا في جسد شعب لا جريرة له سوى أنه وليد تلك الأنظمة ...
لا شعب يولد بتشوهات وقطعا ليست هناك عيوبٌ خلقية تستوطن شعبا بعينه ،الأمر برمته وليد أخطاء ارتكبها نظام على مر الدهور .
الأوبئة التي صارت متفشية الآن في شعوبنا العربية قادنا إليها سلفا أنظمة سابقة بدأت بإفساد صغير تجاوز المدى على مر العصور ،عدم الحرص على المصلحة العليا للوطن ،انعدام الحرص على الممتلكات ، التقاعس عن آداء الوظائف ،التهرب من آداء الضرائب جميعها ليست سوى نتاج لظروف صاغتها أنظمة سابقة انتزعت من الأفئدة الإنتماء والحب والشعور بالأمان حتى آل الحال إلى ما نحن عليه ..
مما يذكر في *أن الفاطميين في أثناء حكمهم مصر كانوا يأخذون على البضائع ضريبة تصل إلى خمسة وأربعين في المائة من قيمتها وابتكر ظلمة الحكام منهم أشياء ناء الناس بثقلها ،حتى استغنى الكثيرون من التجار عن المتاجرة ،وأخفى الناس أموالهم وأصبحوا مع حكامهم في بلاء شديد ،وارتفعت نسبة الخراج الذي كان يجبى من هذه الضرائب المستحدثة كان يتسرب إلى أيدى الجباة وحواشي القصور
حال قيام الدولة الزنكية ألغى نور الدين هذه الضرائب وكانت النتيجة الطبيعة لذلك أن نشط الناس للعمل ،فأخرج التجار أموالهم ومضوا يتاجرون ،وأعلن كل انسان ما عنده*،وكانت هذه الأموال تأخذ فتنفق في ما فيه صالح عام للعباد والبلاد .
هكذا ببساطة عدّل الحاكم سلوكه ، فرض ما يعقل على الناس تلقائيا أقبل الناس على العمل وعم الرخاء أرجاء البلاد بعد أن كانت تكابد نقصا في الثمرات وانعدام الالتزام بالقوانين التي كانت جائرة ...
على هذا النحو تحسنت الأوضاع وسار الناس وفق الصحيح والمشروع دون ستر للأموال ومخالفة للقوانين وانعدام اتقان للعلم ومضت سفينة البلاد نحو الأمام ،الاساس في وجهة نظري "صغ ما يريح الناس سيريحك الناس ويظهرون أصفى وأفضل ما يحملون .
*من كتاب "هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس لماجد الكيلاني ،بتصرف
-
Heba Hamdyالكتابة صرخة ،نطلقها بعد أن تروض الحياة أحبالنا الصوتية على الصراخ المكتوم ...