تذكر هذا التاريخ الذي اعلنت فيه الشوارع الحداد مرغمهً ، تذكر دموعي في يوم ممطر ويداي التي ترتجف من خشيت أن تنساني ، أنا آخر رجل رحل من حلب وقصقصات بحة الحبال الصوتية أقوى من دوي البراميل والقذائف الروسية ، أنت الفاصلة بين الوطن والأوطان ....
منذ أن ودعنا ذلك الجدار وذاك السور الحديدي في عتمة النهار ، وطول الليل .. والزمن الذي لا محطات للوقوف عنده ، لا نقاط ارتكاز ولا مواقف للذكريات .. اليوم كالأمس والغد كاليوم وسنين من هذا العمر الذي لا ندركه إلا من التواريخ المدونة على الجدران الثابته ، حيّن رحوا أهلها وأقسموا عليك وأقسمت لهم أن لا تنهار وصمدت إلى آخر حجر في شريان الارض ، فيما خانتها كل الدروب التي تهمشت من تحت اقدام الغرباء ... و الابواب التي سقطت أمام رياح التغير ، والاشجار التي ترهلت من غادرت الطيور التي اوكارها وسكنتها الخفافيش ، من هول البرد ، وشدة الجوع ، و واقع الحب بين الثائر و الحبيبة . وها أنت ايها الجدار تبرر قسمك و تصرخ بقامة افتاتَ احجارك ، لن نركع ، لن نساوم ، لن نستسلم ، سنقاوم ...
إليك التفتَ للمره الأخيرة وأنا أحمل في حنجرتي صيحات من بني جلدتي تصرخ بدم للدم ، وتهتف للحرية من مزمار الطغاة و جواز سفر بات على وشك الرحيل وتأشيرة لدخول بلد غريب لأنظم إلى كوكبة اللاجئين ، في خيمة للنازحين مع من كانت التقي بها تحت سورك العظيم ، لن تستسلم كلامتي سأعود إليك ...
أتمنى أن لا تميل إلى السقوط
رَيَسان
في جدار مساحته لا تتحمل كلمة ، فقط كلمة .. وفضاؤه لا يتسع لمجرد كلام .. وما الكلمات التي تأخذ مكانها إلا تلك التي التهمتها موجة الحنين وتفسخت من ثورة الحياة ..
إلى من شاركتني الحصار "بحبك
-
نايفطفل لا يشبه الذين يكبرون بسرعة ...
التعليقات
واقع مؤثر .....دام قلمك.